غدر الليل

غدر الليل

يا حبيبي غدرَ الليلُ بِنا وتُرِكنا بينَ نابٍ وقنا

هذه أيامُنا ما حيلتي فاشربِ الكأسَ حبيبي بالهنا

ليس يروي الخمرُ شوقاً إنما فيهِ تصفو يا حبيبي روحُنا

إنني أنفقتُ عمري كلَّه في ثنايا الأمسِ مخمورَ المنى

لا تسلني عن غدي هل لي غدٌ قد غدا مستقبلي في أمسِنا

ربَّ يومٍ ضاحكٍ أحيا به حينَ أنسى العمرَ بل أنسى الدُنا

حين يدعوني حنينٌ غابرٌ عَودُ ذكرى في الهوى مرَّْت بِنا

ماستِ الأغصانُ من آهاتِنا وانحنى النيروزُ مخجولاً لنا

وانثنى النسرينُ يُهدينا الشذى وانبرى العصفورُ يشدو حولَنا

حين أُنسينا مراراتِ الأسى حينَ غنيّنا فأبدعْنا الغِنا

يا حبيبي صرتُ وهما غامضاً قلت للمرآةِ يوماً من أنا

ملَّت المرآةُ تسآلي لها: أنتَ ماضي الأمسِ والأمسُ انثنى