السندباد في مواجهة النداء

السندباد في مواجهة النداء

السندباد في مواجهة النداء

بعد سنوات طويلة سمعت صوته لأول مرة عبر الهاتف على بعد آلاف الأميال: بابا… بابا… وانقطع الاتصال.

 

يتكثف العمر ارتقابا للنهار

الآن ترتحل المواقيت العصية عن محطات

انتظاري مفعما بالحب آتيكم وأحداقي بلاد

جرحا غدوت … وللمدى ألم الوهاد

كل الحكايات التي سطرتها بالجمر والنار

احتمالات رماد

كل البطولات الأساطير التماع الومض

في الرؤيا وشطآن الوصول إلى التجدد

والتجدد بالوصول تكثفت عبر النداء

بابا… وألف قبيلة مجنونة بالحب

ضجت وسط نبضي كي تباد

بابا… وادرك أنني أبحرت في دمي

إلى \جرح يعز على الضماد

لم ألق طير الرخ، لم أدخل مغارات الكنوز

جزيرة الأشباح والجبل الممفنط

عتبرا بمدينة السحر النحاس

وشراعي المكسور عند شواطئ الحلم

احتمى بالطين والجرذان تعبث وسط طيات

نست طعم السحاب

هذي السفينة بعد أن حطمتها حطبا

توهج ثم رنق ثم ماد

آن الرحيل… غدا يجيء السندباد

لا حرير الشرق في صندوقه الخزفي

لا ياقوت، لا اسفنج قاع…

صحبه غرقى وآلاف الحكايا في القرار

ملقى كأشياء السفينة مثل صندوق قديم

يستريح السندباد

وعلى قميص باهت بقع التقيؤ من دوار البحر

لا مزق الطعان ولا ورودا من دماء

شفتاه ترتجفان هل يشدو؟ وحقل النطق

غطاه الجراد

ماذا يقول السندباد

لا شيء غير طلاسم مما يسطره المريض

أوان يهذي

هذا الموزع بين ما يأتي وما ليس يعاد

سيعود مهزوما بسيف الشوق مكسور الفؤاد

ويهز قضبان المحال لعل يخضع مهره الجماح

يبدأ رحلة أخرى مع الصوت الحميم

بلى أعود

رميت أسلحتي

عقرت الخيل مزقت الشراع

ورميت بوصلة التوده

فاتجهت إلى النداء

سأخط دربا يا حبيبي من جديد للصراع

عيناك أغلى من طموح السندباد

بابا… وينهزم البعاد