نهر الرغبة والأبتر
جبارا كان كأسطورة
بطل ذو ساق مبتورة
قتل الجني العنقاوي وعبر مغارات الأهوال
يحمله البركان النبضي وساق الخشب إلى التجوال
بحثا عن سجن أميرة
من نسل الشمس وضحكات الأطفال
حولها الكاهن عصفورة
في قفص من ذهب ومحال
يتعلق فوق الشط الآخر للشلال
… يدنو الحامل سر الطلسم يدهم
أسوار اللون المسحورة
يترك فوق البوابات وميض الدمع قناديل
بروق الحلم وفوق مرايا الليل نجوما وهلال
شالته الساق الخشبية
صمتا بحنو لم تتعب
سنوات الملح جسور الجرح ومنزلق العقرب
ناب الأفعى انشكت فيها ما شلتها
سارت نحو الضفة ما ردتها
عضات كلاب مسعورة
تنغرس الساق بوحل الأرض تصر كترجيع الموال
يرفعها… تعلق… ينوعها
صوت الخطوة إذ تنفلت من الأوحال
كرنين شفاه ألصقها شبق قتال
وانتزعت عن بعض عنوة
ومن الأفق لساق الأبتر فوق الضفة تنزرع الأفواه…
لم يبق سوى نهر الرغبة
آخر ظل في الصورة
الكاهن يدخل في اللعبة
وحيا يقرأ من كلمات النار
… الآن وصلت أأنت المنقذ أم تلك الخشبة
حطمها تنبت ساق غزال
كري تصل إلى الشط الآخر ميراث نضال
وتفك إسار العصفورة
الأبتر يرغي يزبد … يلمح قفص العصفورة
والكاهن يقرأ من كلمات النار
حطم ساق الخشب لكيلا تسرق مجدك
واعبر للشط الآخر وحدك
تحترق الذاكرة بحلم الأبتر يدخل في الدوار
لم يبق سوى نهر الرغبة
آخر ظل في الصورة
… آخر ظل في الصورة
في الشط الآخر عصفورة
تبكي بنشيج مكتوم
وعلى السطح تعوم
ساق من خشب مكسورة.