القبضاي

تنافس أبو رياح وأبو صطيف على لقب القبضاي، وأيهما أكثر شجاعة، وكانت قد انتشرت في حارات جبل قاسيون في عشرينات القرن الفائت أقاصيص مرعبة عن صحوة أحد الأموات في المقبرة وسط الجبل في القبر المفتوح وهو لمجرم حكم بالإعدام وظل مجرما حتى بعد موته، وكان يشد الناس إن مروا قرب قبره إلى الدخل ويمص دمهم. وطلب من “أبو رياح” لإثبات شجاعته أن يذهب في منتصف الليل عند القبر المفتوح ويأخذ معه بابور الكاز، ويقلي بيضا هناك ثم يعود ويحكي للشباب ما جرى معه في اليوم التالي … ذهب أبو رياح بالفعل وأشعل بابور الكاز وحين سخنت السمنة وباتت تصدر صوتا فقس بيضتين فيها، وفي هذه اللحظة امتدت يد عارية من القبر مع صوت أجش رخيم: اسكب البيض بيدي… فسكب ألو رياح البيض مع السمنة المغلية في اليد امتدت حتى حضنه… ثم حمل أغراضه وعاد… في اليوم التالي زار أبو صطيف أبا رياح، وقال له انظر ما فعلته بيدي لقد تمددت بالقبر قبل أن تأتي، وقصدت إرعابك، لهذا كان علي أن أصمت رغم أن يدي احترقت تماما… رفع أبو رياح الكوفية عن رأسه وقال: وأنا كان علي أن أصمت أنظر إلى شعري لقد صار أبيض…