بقلم: أيمن أبو الشعر
لقد عشت عمري كما تشتهون
كأغصان عشق سقاها الأنين بجوف السجون
تحاور في الأرض كنه انتماء الجذور
وتلثم في الأفق لون النشور
وأبقى وفيا لهذا العذاب النبيل الشهي
لقد عشت عمري كما تشتهون
طريدا على صهوة الموت أنى أكون
وقد آن ان يستريح الجواد الأصيل
بعرس الصهيل
لينهي الجراحات أو ينتهي
لقد كنت سيفا يضاهي مرايا الجنون
فشدوا الوصايا على مقبضي
وكبل نصلي غمد الأحبة كي أرتضي
خيوط العناكب ما يسطرون
حدود المخيم في حده
زمان استباحت رقاب الصغار
سيوف ليهوة أو جنده
وعيناي تلمح عهر المجون
فيخرج جسمي من جلده
بلى إن بي خالدا كل شبر غليل
وإني المثلم بين السنابك وسط الغبار
ولست المرصع لست النضار
أنا ذو الفقار فقير يقاتل بي من تكون
بروق المآثر في زنده
لقد كنت سيفا يضاهي مرايا الجنون
وقد آن أن يسترد الحسام النحيل
رنين الصليل
ليزهو به الموت أو يزدهي
سيحمل سبي الزمان الجديد رؤى سرده
لأسطورة الوعد طقسا تبخر
وخدا تصعر
بظل السلاسل
لكي يطعم الوغد من حقده
فللقدس انفاسها في حدائق بابل
شهيقا سيزفره بوخذنصر
وسوطا لمن خان عهد السنابل
شواظا يسربل من وقده
يئن ببغداد موج الفرات
فكم عاث نيرون في برده
كأن الملايين محض حصاة
تدار المصائر في نرده
بلى كان نيرون طاغوت نار السنين
أليس هناك سوى حالتين؟
فإما سياط الطغاة
وإما نعال الغزاة
أليس هناك سوى حالتين
فإما الشقاق وإما الطلاق
وإما الخلاف وإما الخلافة
أنا من سبتني المها في العراق
من الجسر نحو الرصافة
أنا العرب و الكرد والتركمان
وظل لآشور من وجده
هو القلب وحدنا في مسيل الدماء
وزغرودة النزف في مجده
لئن حز عنق الضفاف الموات
ففي القاع طمي غزير الحياة
وعشتار تسكن دفء النواة
ستنمو جنينا بلحن الأنين
كأنشودة الورد في خده
يقولون ليلى وهت في العراق
ولست الطبيب المداوي الجراح
تعز المراهم عن طبه
محال فقلب لها ما وهى
وقلبي بها لم يه
سيبقى وفيا لحلم العناق
لأن جميع الذي ما بها ما به
وماذا سيبقى من العمر غير الرماد
إذا كان حلمي رهين الحرائق محو المراد
طريدا شريدا بدرب حرون
تدق الأفاعي على بابه
لقد عشت عمري كما تشتهون
دعوني أموت كما أشتهي