بقلم: أيمن أبو الشعر
سَـقَطـَتْ أجملُ قَـلْعَـةِ حُـبٍ دونَ قِـتالْ
وَتَـلَـوَّت أعْمِدَةُ المعبد راقِـصَـةً غُـنْـجاً وَدلالْ
يَـعْبـَثُ فيها مَنْ يَـغويها بالذهَبِ اللامِعِ
أو عاجِ الأَفيالْ
وَبَـدَتْ ثَمْلى كَالغانِـيَةِ قُـبَيْلَ الصُـْبحِ
اخْـتَلَطَتْ ألوانُ الزيْـنَةِ فَوْقَ الوَجْهِ الْمُضنى
بِخُطا الليلِ وَنَوْباتِ سُعالْ
وَغَدَتْ خُصُلاتِ الشَّعْـرِ الْـكانَتْ رُؤيا مُـتَشابِكَـةً
كالأَشجارِ الْمَقطوعَةِ في الأَدْغالْ
سَـقَطت عبثاً لم يَـدْهَمْها جُنـْـدٌ
لم يَـقْصِفْها رَعْـدٌ لم يَخْـدَعْـها أَحَـدٌ
سَـقَطَتْ حينَ تَخَـلَّتْ عَنْ حُـلْمِ الأَعـيادْ
عَنْ رَعَشاتٍ مِنْ أَعْـماقِ القَلْبِ تُـناديـنا
فَـيَجُنُ سُـهادْ
لم تُـْرسِلْ مَـنْديلاً كأميرةِ مَـجْدٍ
كيْ يَـتَبارى الفُرسانُ وَلم تُـطْـلِقْ صَيْحَـةَ
مَلْـهوفٍ كي يَـنْـتـَفِضَ الأبْـطالْ
سَـقَـطَتْ أَجْمَلُ قَـلْعَةِ حُبٍ دونَ قِتالْ
ما أُخِذَتْ غَـدْراً كيْ تَهدُرَ في الليلِ الأَجْراسْ
فَـتَحَتْ بِـيَديها سِرْدابَ السِّـرِ وبابَ الجِسْـرِ
وَخَدَّرَتِ الـحُراسْ
ما مِنْ أحـَدٍ يأسَـفُ أنْ يَـتَداعى حـصـْنٌ
مَهْتوكُ الأقـواسْ
كانَتْ تَـقْتـُلـُنا بَسْمَتـُها..
أُفْـقاً وَسَماءْ
وَبَراءَةُ فَـرْحَـةِ مُـقْلـَـتِها ..
عِشـقاً وَنِداءْ
كانَتْ بَهْجَـتُها بَهْجَـتَـنا وَنَخالُ الشمسَ بِشَمعَـتِها
مِنْ فَرطِ العِشْـقِ رَسَمْناها حُـدَقَ الأطفالْ
هِيَ غَدْراً أرْدَتْ رَوْعَتَها.. ما كانَ الغَدْرُ لِيُرْدينا
كانَتْ كالطيرِ تُرَفْـرِفُ وسْطَ مآقينا
كَنَشـيدِ الصُبْحِ بـِواديـنا
ماأرسَلَ صيّادٌ سَهْماً لِجناحيها
ما جَـنْدَلها رمْحٌ وَنِـبالْ
كانَتْ تَـتَمنى أنْ تَسْـقُطَ لمـَّا سَـقَطَتْ
وَهَـوَتْ في عُمقِ الأوحالْ
سَـقَطَتْ كَجَوابِ الآثِمِ مُـعْـتَدّاً بِجَريرَتِـهِ
مِنْ غَيْرِ سُـؤالْ
سَقَطَتْ سَقَطَتْ سَقَطَتْ مِنْ دونِ قِـتالْ….
ما كانَتْ قَـلْـعَـةَ حُبٍ يا قَلبُ إذنْ فالـحُبُ وَفاءْ
كانَتْ أحْجاراً جاحِـدَةً صَمَّاءْ
كانَتْ قاعاتِ رُخام بارِدَةً بَلهاءْ
تَـرْتَعُ فيها الريحُ صَفيراً فَـنَظُنُ غِناءْ
ما كانَتْ حتى الأجْمَلَ بَـيْنَ حُصونِ رَوابينا
لكنَّ عيونَ العاشِقِ أكْسَـتْها حُسناً وَسَناءْ
كانَتْ .. وَانْـدَثَـرَتْ مِنْ ذاكِرَةِ القَلبِ بِلا أَصْـداءْ
هَلْ حَـقاً كانَتْ أمْ ماكانَتْ .. للروحِ سَواءْ
شُكراً يامَنْ سَـقَطَتْ دُونَ عَـنّاءٍ في الأَوحالْ
أَجْمَلُ قَـلْـعَـةِ حٌبٍ ؟؟..
ما أضْيَعَها كَلِماتٌ عابِـرَةٌ جَـوْفاءْ
لا يَحْتاجُ الـحُبُّ إلى أسْوارٍ مِنْ ذَهَبٍ
أوْ أبْـراجٍ مِنْ عاجِ الأفْـيالْ
ها إنَّ الرعشاتِ تُـعيدُ إلى القلبِ أراجيحَ النبضِ
وبوصِلَـةَ العشاقِ الأوفى بِوِصالٍ
أوْ دونَ وِصالْ
فالـحُبُّ الأَجْمَلُ حتى في كُوخٍ واهٍ حُصنٌ لايَسْـقُطُ
دَونَ قِـتالٍ أوْ بِـقِتالْ