الجنس والثورة
لأنا لا نجيد الحب ضيعنا أمانينا
نسجنا من قوافينا
(فساتينا)
وزنارا لخصر كواعب الحانات والسحر
وصرنا في عراك الجنس فرسانا ميامينا
ركبنا خيل شهوتنا
ولوحنا بسيف الكبت لوحنا
وأصبحنا
نجيد الرقص والرتين والعادة
وأتقنا فنون الزيف والسادة
وضجت في مكاتبنا عطر الجيد
طلاء أظافر الحسناء ختم فوقه
توقيع كحل الغيد
لأنا في عيون الجنس أحداق من النهم
نسينا صهوة السبق
وعدنا نحو ماضينا
بكل حرارة الشبق
فتاريخ من الأشواق عشناه
وما عشناه يكفينا
ضريح بثينة المشنوق في الصحراء زرناه 1
جميل مل صحبتنا
وقيس مل ليلاه
هنا الصحراء حيث الشاة والقهوة
هنا الموال لا يدري فنون الجاز والأرغن
والمسرح
تعفر تربة الأشواق وجه العاشق الأكبر
ويقنع نفسه الحمقى
بأن المر والحنظل
كطعم الشهد والسكر
… وعاد الراحل المغبون من صحرائه المرة
لتعمي عينه الأضواء
وتخدعه مرايا الشمس لا يلقى له دربا
وإن يشرع مسيرته فلا يكمل
يضيع السمت من أحداقه الوهمية الأبعاد
معاركه … تجور اليوم بين النهد والسرة
…
تعالوا تستعيد الأمس نسأله
شريطا من ضياء الصدق
نرى التاريخ نخاسا
يبيع بطولة للرق
هنا صار تؤاكله رياح البحر
تسخر منه قرطاجة
هنا غمد تبرعم غمده المنسي قرب السين 2
يشرب منه أمواجه
على الأغصان تلقى معصم الفرسان
وجمجمة على الصخر وذيل حصان
هناك الجعبة المصفرة الألوان
غطتها رمال الصين
تنام بحضنها الجرذان
كما التمثال فوق الطين
(حدود الصين نعرفها حدود الصين)
هنا مروا
هنا شادوا
هنا بادوا
ولولا الكبت والأعراف والعفن
مشينا دوننا الزمن
ولكنا طقوس الأمس والعادات نعبدها
بعين الطفل نرسمها
لتكبر عندما نكبر
…
وننحت من شموخ النهر تمثالا لغايتنا
لأنا ما عرفنا النهد قبل السيف والكتب
نغير وفوق رايتنا
لعاب فاقع اللذات كالحبب
(ظفرت اليوم بالحسناء لم ترها
فوق السرير بغير الجد والتعب)
فأين أبيع إيماني وبين الله والإنسان
إزميل لنحاتين
أزاحوا اليوم أستارا لتمثالين
وقفت بجانب الفنان أشتم بدعة الكهان
والسحرة
وقفت أؤيد الإنسان لكني
نظرت لمعرض الفنان
وعيني ملؤها حسرة
وجدت الدرب مرسوما
من الأرداف للسرة.
- بثينة وهي أم عبد الملك من عذرة… معشوقة جميل وهما ثنائي عاشق كقيس وليلى، وقد كتب جميل في بثينة أجمل الغزل من ذلك قوله:
لها مقلةٌ كحلاءُ نجلاءُ خلقةً كأنَّ أباها الظبيُ أو أمَّها مَها
- السين : النهر الكبير المشهور شمال فرنسا