مهرجان تشيخوف الدولي العاشر كان متألقا

طلال أبو الشعر

موقع روسيا بالعربية

بتنظيم نشيط من اتحاد الكتاب الروس في شبه جزيرة القرم أقيم نهايات شهر أكتوبر- تشرين في مدينة يالطة مهرجان إبداعي مميز شارك فيه ما يزيد عن ثلاثمئة مساهم من روسيا وعدد من دول الاتحاد السوفييتي السابق والعديد من بلدان العالم كألمانيا وإيطاليا وكولومبيا وإندونيسيا وماليزيا وصربيا والتشيك ومصر العربية  وسوريا والهند وغيرها

افتتح المهرجان بحفل خطابي فني ضخم رحب خلاله أندرية تشيرنوف رئيس المهرجان بالضيوف والمشاركين في المسابقات والنشاطات التي لا تقتصر على الجانب الإبداعي بل وتكرس التقارب بين الشعوب وتفتح آفاقا لتعاون لاحق وتعارف حميم مرحبا بلجان التحكيم التي اختير رئيسا لها الدكتور الشاعر أيمن أبو الشعر من سوريا الذي أشارفي كلمته إبان حفل الافتتاح إلى أهمية الدروس الحياتية والإنسانية التي يمنحها عالم تشيخوف الإبداعي الغني ما يجعله كاتبا معاصرا في كل الأزمنة، وقد تخلل حفل الافتتاح مساهمات غنائية مميزة بأصوات رائعة أثارت إعجاب الجمهور.

استمرت المسابقات أربعة أيام بموضوعية وتنافس حقيقي في عدد من المسابقات النوعية حول عناوين إبداعية محددة بما في ذلك الشعر الوجداني ودوافع القرم والأغاني وقصائد الأطفال وغيرها ويلفت النظر أن المشاركين في المسابقات كانوا من مناطق وبلدان مختلفة وأعمار متفاوتة جدا تتراوح من سن العاشرة وقرابة الثمانين وتمت المسابقات في أماكن عدة مرتبطة بتشيخوف.

تضمن المهرجان نشاطات أخرى هامة كالتعارف بين الأدباء المشاركين من مختلف البلدان، وعرض كتب الأدباء والحديث عنها وتبادل الآراء حول التعاون الثقافي الأدبي، والتقاط الصور التذكارية ووضع الورود عند تمثال تشيخوف الضخم كبصمة وفاء وإجلالا من الأدباء من مختلف انحاس العالم لهذا الكاتب الكبير.

ومن بين النشاطات النوعية زيارة الأدباء والمشاركين لمنزل تشيخوف الريفي – “الداتشا البيضاء” التي عاش فيها تشيخوف أخر أيامه، وتم الاحتفاظ فيها بأغراض تشيخوف الشخصية، وخاصة مكتبه وأقلامه ودواته وحتى سريره وغرف الطعام والضيوف التي تحمل بصماته، ولوحات  وأشياء تعبر عن ذكريات لا تنسى فقد كان تشيخوف مريضا بالسل واختير له مناخ يالطة خصيصا… وكان لافتا للنظر ذاك الاهتمام الكبير الذي كان يوليه تشيخوف للزراعة واختيار النباتات النادرة التي باتت بعد مرور قرن ونيف على زراعتها بيديه عملاقة وارفة بما في ذلك أرز لبنان.

أقيم في اليوم الأخير حفل ختامي تحدث فيه رئيس اتحاد كتاب القرم فاليري سميرنوف الذي أشاد فيها بالجهود الجماعية التي أنجحت المهرجان ومنحت الجوائز والميداليات وشهادات التقدير التي وزعت على العديد من المبدعين من مختلف البلدان، وخاصة أدباء جمهورية مصر العربية، وكانت الجائزة الأولى للشاعرة أريولا من يالطة مع هدية قيمة عبارة عن فستان تقليدي شعبي وحلي من سورية تقدمة من رئيس لجنة التحكيم الدكتور أيمن أبو الشعر. وانتهى المهرجان بنجاح تاركا ذكريات جميلة جدا لدى المشاركين والضيوف خاصة أن كل ذلك تم في ظلال الكاتب الكبير أنطوان تشيخوف.

رابط المقال