أوراق اعتماد إلى مهر جديد

سلاماً أيُّها الحُبُّ الذي أشعلْ

أتونَ الشوقِ مذ أطفأتُهُ أشعلْ

وفي قلبي بعيداً كانَ عن قلبي

ومذ ودَّعتُهُ أقبلْ

فَمَنْ مِن وحشةِ الأزمانِ يُنجيني

أحبيني

سلاماً أيُّها الحُبُّ

فأنتَ البحرُ ممتدٌّ

وقلبي بابُك المهملْ

أجبني كيفَ قد يُقفلْ

يعزُّ عليَّ أن أقبلْ

يعزُّ عليَّ أن تغزو جيوشَ القحطِ أمواجي

فيغدو البحرُ كالجدولْ

وكلُّ مراكبي العطشى مكسرةٌ محطّمةٌ

كأنَّ دفوفَها الصلبانُ فوقَ الوحلِ والطينِ

أحبيني

و يا حُبّاً بخصبِ الرعشِ لم يبخلْ

وحينَ سنابلي شبَّتْ

تحوَّلَ فجأةً منجلْ

توضأْ في دميْ وارحلْ

إلى جرحي

وضمِّد ذلكَ المنهلْ

فثغرُ القهرِ مغروسٌ

بحوضِ الجرحِ كي يشربْ

وكنتِ الحبَّ صارعَني ولم أتعبْ

وصرتُ الحبَّ

ما أقسى قتالَ الخصمِ في المرآةِ

والرؤيا تُحاصِرُني

أحقاً بتُّ في جوفي أصارعُ

أصارِعُني

فمنْ يا قلبُ قد يُغلبْ

ترجَّلْ مرةً واذهبْ

لماذا كلَّما تنأى وأنأى نلتقي أقربْ

وأدري أيُّها السفاحُ يا قلبي

بأنَّ الشوقَ إذ يصحو

سيوفٌ صلبةٌ تُرهبْ

ولكنَّ ارتعاشَ الرايةِ الحمراءِ يبقى

في دمي أصلبْ

بغيرِ الدربِ لن أُصلبْ

لساحِ الحُبِّ فرسانُ الفساتينِ

وساحي يا رحيقَ الضوءِ

ما زالت معاركُهُ تناديني

لعلّي واجدٌ في الدربِ مهراً شامخاً يصهلْ

يرافقني إلى الصحراءِ تزهو كالبساتينِ

أحبيني

أحبيني

وردي عن لِساني رشفةَ الأحزانِ… عزّيني

رأيتُ الشمسَ في الترحالِ زانيةً بمغرِبِها

وتلبسُ تاجَ طُهر النورِ في المشرقْ

رأيتُ عطيل مخنوقاً بمنهدَةٍ

رأيتُ السيفَ مخصيّاً بكف فوارسِ المسرحْ

رأيت العنقَ مُنقضاً على السكينِ في المذبَحْ

وأرعدني بأنَّ العطرَ في الأورادِ مسروقٌ

من الشوكِ الذي من فقدِهِ يجرَحْ

رأيتُ أمومةً ضمَّت وليدتَها

وأعطتها حليبَ الثديِ

تُخفي بالرضاعِ الجسرِ نشوتَها

رأيتُ وراءَ غايتِها

كوامِنَ شهوةٍ ضجَّتْ بِحُلمتِها

فأينَ الصدقُ يا مهراً سيأتي

في انفجارِ الضوءِ دليني

أحبيني

وشدّيني إلى عينيكِ شدّيني

فخيلُ الشوقِ قد جَمَحَتْ

مدارجُ ساحِها امتدّتْ شراييني

بَلى للحُبِّ خلّاقاً كوامنُ ثورةٍ

تجتاحُ كالإعصارِ أوردتي

فتحييني

وما أحلى انبجاسَ الدمِّ ما أحلى

انغراسَكِ … ذلك الخفاقُ غمدٌ

حاذِري أن تُنثري في خاطري زهراً

يُعطِّرُ صدريَ انكسري

تشظّي واسفُكي عبَقَ اختلاجي

نحوَ آفاقِ انبلاجي وانثريني

ذلك الخفاقُ غمدٌ

فاعبريهِ كنصلِ سكينِ