المرصود

راحلٌ هذا الحنينْ

عبْرَ أنفاقِ السنينْ

هدَّهُ التجوالُ بينَ الوهمِ والأشباحِ

والحلمِ القتيلْ

فوقَ أشلاءِ الحكايا والأمانيْ بالرحيلْ

نحوَ حُبٍّ كانفجارِ الخلقِ في البدءِ السديمْ

كلما أرداه نصل البرد دفا الروح

رجع الأغنيات

عن  لقاء يستعيد

روعة الأحلام من أحداق عيد

ثم يكبو يتوارى بالأنين

يمسح الوجه بجمر من جليد

ثم يمضي من جديد

باحثا عن كوخ درويش يفك

الرصد قديسا تماهى في جنون

العشق حتى صار شمعا شع

لم تممسه نار مثل قنديل تجلى الصدر

شفافا وقلب خافق في هالة

النيران ما فوق الفتيل

أنت مولاي أجرني

فك رصد البرد عن قلبي وعني

قد كفاني ما اعتراني

…ما رآني

كان يذوي في ابتهال العاشق المقتول

كي يحيي بقايا النبض في العشق القتيل

…سيدي يا سيد العشاق هبني

رعشة الحب السعير

هزني وانفض غبار القبر عني

والمساحيق الحنوط

أشعل النيران في قلبي فصدري هيكل

غطاه خيط العنكبوت

…سيدي أو فاغرس الكفين في جوفي

سراعا شالعا قلبي الصموت

فأنا ما زلت أعدو لاهثا كالمستجير

خلف كوبيد الصغير

ضارعا للطفل ان يرمي سويداء الفؤاد

راسما في الصدر دارات السواد

حول قلب القلب كيما لا يحيد

وهو يخطئ قاصدا رمي السهام

تاركا قلبي كصنج من نحاس

تحت قوس الوقت يشدو بالرنين

حين يغشاه النعاس

وهراوات السنين

لم تزل تنهال عاما إثر عام

ثم يصحو مرهقا تحتل ميلاد الحنين

طلسما جنية العشق الرهين

تتراءى كل حين

تختفي في كل أين

وهو يمضي خلفها في الحلم يرنو

عابدا وسط الوهاد

كلما أوغل في الرؤيا إليها ثم كاد

أن يداني وجهها نصف الهلام

صفعته الشمس بالصحو الرتيب

ونأت عنه الأساطير التي تدنو

كأسراب الحمام

وضجيج الشارع المحموم يعلو كالنحيب

في صياح الباعة الأسواق خلق

شاحنات وزعيق

ويضيع الوجه ما بين الزحام

سيدي يا سيد العشاق إني بت

في اللاوقت ألقاها

وأدري أنها في اللامكان

حالما أن تشعل البركان أنثى

من مدى الأسرار ألغازا تفوح

غير أني في انتظار الومض

أحرقت الزيوت

واقترفت العيش في دفء البيوت

واحتملت اللغو في طاحونة الأخبار

والسمار والوجد الطموح

ورجعت اليوم تغشاني القروح

موجعا كالنسر مكسور الجناح

لغيوم الأفق قمصان الرياح

وأنا إعصار توق لا يبوح

مارد من زبد العشق الجموح

فمتى يظهر في الأفق المحيط

ومتى تلتف روحي في عناق الزوبعة

أتلظى مثلما الفينيق يعلو

لوصال الشمس بالنيران يحيي أضلعه

ومتى تنساح مثبان الجليد

ضقت ذرعا من كوى الخلجان والشطآن

والرمل البليد

…سيدي يا سيد العشاق قل لي

أين ألقاها لأمضي خلف أعناق الجبال

في كهوف الرعب والتنين والسحر العضال

حاملا في كفي اليمنى تدلّى- رأس ميدوزا

وبالأخرى أداري زند تموز الوليد

فبكى الدرويش ثم  استل من غمد السكوت

نصل أسرار الخفوت:

من يعش حلما طوال العمر بحثا

عن هواه المستحيل…

فهو بحثا سيموت

*- العنقاء(طائر الفينيق) طائر خرافي مصري الأصل يخرج من رماده حيويا متجددا ، يصوره قدماء المصريين على شكل لقلق ضخم ، وفي اليونان على شكل نسر، ويقال أنه يعود إلى مصر كل 1461 عاما فينشئ عشه ، وحين يموت يولد منه طائر جديد، ويقال أيضا أنه بحرق نفسه بتطاوله نحو الشمس أو في عشه ليخرج فرخه الجديد من رماده، أو ينقر صدره بمنقاره الحاد حتى يخرج خلفه ثم يخلد هو للموت.

* *- كوبيد أو كيوبيد وهو كوبيدون إله  الحب عند الرومان، وهو ابن فينوس، يتم الحديثعنه عبر أقاصيص عديدة مثيرة أشهرها قصة حبه لبسيشه التي تمثل (النفس) وتعبر عن قدرة الحب. وقد ثورته تماثيل ما قبل الميلاد فتى مراهقا مجنحا، وأحيانا غير مجنح، وصورى الهيلينستيون طفلا، وعرف عنه انه يرمي سهام الحب في القلوب فتشتعل حبا.

* * *- ميدوزا: وحش أسطوري من الغورغونات التي ترمي الرعب في قلوب الناس، وهي على شكل سحلاة كبيرة شعرها من الأفاعي ولها قدرة خارقة تحول من ينظر إليها إلى حجر. زقد قتلها البطل الأسطوري بيرسيه (بيرسيوس) بمساعدة أثينا حيث كان يترصد بها وينظر إليها من خلال ترسه المصقول وليس بشكل مباشر وذلك لإنقاذ حبيبته (اندروميدا) التي كانت ستقدم ضحية لوحش خرافي هائل حيث أظهر بيرسيه رأسها المقطوع له فتحول إلى حجر وتصدع. وقد أثبتت أثينا رأس ميدوزا على درعها ليزداد مناعة.

* * * *- تموز إله الخصب والربيع يعود من باطن الأرض ليعيد الدفء والحياة إلى الطبيعة بعد رحلته  المريرة.