عدالة

(أحضروا جثة القتيل والخنجر ثم استمعوا إلى إفادة القاتل)

أقولُ الصدقَ يا مولاي

تعرَّض ظهرُه الغدّارْ

لهذا الخنجرِ المسكينْ

وصارَ النصلُ يرتجِفُ

ويلتحِفُ

بِكفّي مثلَ قطِّ الدارْ

يناديني لأحميهِ

وظهرُ الماردِ الغدّارِ

يغويهِ

ويقتربُ

بلحمٍ جامحٍ كالنارِ

يقتربُ

وحِرتُ فكيفَ أخفيهِ

وهذا الماكرُ الجبّار

يحاولُ بلعَ سِكيني

فقلتُ لعلَّهُ إنْ نامَ مثلَ ملائِكِ الرحمةْ

يرِقُّ فؤادُ باغٍ نبضُهُ اللعنةْ

فأودعتُ الصغيرَ الغرَّ مهداً اسمُهُ الطعنةْ

فغافلَني وماجَ الظهرُ كالأفعى

وعضَّ بلحمِهِ المسعورْ

وداعةَ شفرةِ الساطورْ

لم يرحَمْ

ولم يحذَرْ

وألقى جسمَهُ المأفونَ فوقَ نحالةِ الخِنجرْ

يحاولُ هرسَ مسكيني وأن يُكسَرْ

وكادَ النصلُ يختنِقُ

وتحتَ الجسمِ ينسَحِقُ

فما أفعلْ

دنوتُ إليهِ أرجوهُ بأنْ أفلتْهُ

لم يقبَلْ

تمدَّدَ فوقَهُ كالثورْ

تصنَّعَ أنَّهُ نائمْ

وراحَ يغطُّ في حُلمِهْ

تُرى أوقظهُ من نَومِهْ!

فلم ترضَ اللباقةُ أو إبائي

قلبتُ الرأسَ عطفاً في حنانٍ

ثم ساعَدَني حِذائي

وأنقذتُ البريءَ الخنجرَ الطفليَّ

أبكيهِ ويبكيني

ورغمَ فظاعةِ المأساةِ عندي

جرَّحوا حِسي

أهانوني

فجئتُ إليكَ تُنصِفني فأنتَ الحاكمُ العادلْ

… قرارٌ قاطعٌ مقبولْ

كحدِّ المِديةِ المصقولْ

يبرأُ خنجرَ القاتلْ

وتُشنَقُ جثةُ المقتولْ!