قُـلْتُ اصْمُتي وَمَضَـيتْ
وَصَفَـقْتُ بـابَ البَـيتْ بِـالوَجْـدِ مُـبْـتَعِـدا
ما أنْـتِ ذاك الـوَهْـجْ
أيـّامَ كـانَ الـثَّـلْـجْ
بِـالْـحُـلْمِ مُـتَّـقِدا
…. الْـبَـرْدُ في الأحْـداق
نَـفَـقٌ مِنَ الْـحَـلَـقـاتْ
كَأنـيْـنِ رَجْـعِ صَـدىْ
لا الدَّمْـعُ يـوقِـفُـنيْ
لاشـاطِيءُ الـذِّكْـرىْ
لا قُـبْـلَـةٌ أُخْـرىْ
لَـنْ نَـلْـتَـقيْ أبَـدا
… هـذا الـنِـداءُ صَـقيـعْ
فِـيْـهِ الـجَّـليـدُ مَـدى
حَـتىّ الـرَّجـاءُ نَـجـيـعْ
ينساب مَـحْـضَ سُـدىْ
…
وَدَّعْـتُـهـا وَمَـضَيـتْ
وطَـوَيْـتُ ذاكِـرَتـيْ
أحْسَـسْـتُ إعصارا قد طاف في رئتي
الْـبَـرْدُ في الساحات
بشوارع الحانات
أرْتَّـجُّ كالْمَـحْمـومْ
الريح ريح سموم
كالسوط في عنقي
بفؤادي المكلوم
في آخر الرمق
وأشد رجفا معطفي
وأغوص فيه وأختفي
البرد حتى في الفراء
البرد في جوف المعاطف
أنى التفت إلى الوراء
تنسل أفواج الزواحف
فوق الدروب لسانها
وذيولها فوق الدروب
وأنا بها ما زلت مهموما ألوب
أتسول النظرات
لو بسمة كعزاء
البرد في وهم العزاء
في بسمة الود
والزمهرير رداء
خاطوه من جلدي
أهفو إلى الإنسان
فلعل دفء حنان
في حومة الحشد
أعدو إلى التيار
كمواكب الرعد
.. البرد في الأجساد
في البرق في الأعياد
في الحلم .. في الوعد
حتى بحضن حنان
في ضمة النسيان
قد فح كالثعبان
لا نبض في الجثمان
البرد في النهد
أمضي إلى بيتي
للنار في الوقد
البرد في النيران
في شعلة الزيت
في الأرض في الجدران
كطلاسم الموت
.. أندس تحت الأغطية
وبتلسمان الأدعية
الآن أدرك ما بيا
رحماك ياربي
البرد ليس يحيطني
… البرد في قلبي