تمثال الحرية

قيلَ ..
يُقال ..
عن نصبٍ في أمريكا
يُدعى الصنَمُ الجوّالْ
في الليلِ يُجرَّدُ روحاً يخرجُ مِن
جسدِ الحجرِ الصوّانِ
يطوفُ العالمَ والأدغالْ
يتهادى في مُدُنِ البؤسِ ويقرعُ أبوابَ
الأكواخِ الخشبيةِ ينشُدُ للعمالْ
ويزورُ الفيتنامَ وتشيلي والأغوارَ فترتسمُ
الآمالَ شعاعَ الرؤيا في عينِ الأبطالْ
يتقمَّصُ جُنحَ الليلِ .. ويعبرُ زنزاناتِ
اليأسِ بروديسيا كي يمسحَ ألوانَ الأغلالْ
يتحوَّلُ يافطةً .. وهتافاً يمتزجُ المعنى الدفّاقُ
بحبرِ المنشوراتِ السريَّة
بيتاً من شعرٍ يتحدّى
لحناً أسطوريَّ النغمِ تردِّدُهُ
كلُّ الآلاتِ الموسيقيّة
وحروفاً موطِنُها الإنسانُ بكلِّ مكانٍ : حريّة
وقبلَ رحيلِ العودِ يصيرُ الحلمَ الدافئَ
في دارِ الأيتامِ يُغني للأطفال
حينَ الأخبارُ تقطِّبُ جبهةَ امريكا
تنفجرُ الضحكةُ في شفتيهِ برغمِ الصخر
وحينَ تُقهقِهُ أمريكا
يبكي التمثالْ
******