فتقدمي ..  دمي ..

فتقدمي .. دمي ..

أوَكلما قدمْتُ قلبي شارةً تهُدي السبيلْ
للقادمينَ بِلا دليلْ
ظنّوهُ قنبلةً وشرياني الفتيلْ
يتوغلونَ بِمَنْ أحبُّ لعلَّ أنسى
في قلبِ قلبي يعبرُ الدربُ
فمهما حاولوا أنْ يُبعِدوها عنْ مُراديْ
أوغلوها في فؤاديْ
في كلِّ خطوٍ باعَدوها ..
باعدوا عني ابتعاديْ
فتمازَجَتْ في العمقِ أنفاسي وآفاقٌ لها
هيهاتَ أنْ تجدوا حدوداً في التماهي
بينَ آهاتي وهباتِ النسيمِ على بلادي
.. ياوجهَها المزروعَ في ظلِّي
وفي قلبي الظليلْ
كيف اختصَرْتِ مسافةَ الأشعارِ
بينَ الحرفِ والرؤيا .. وأورقْتِ البديلْ ؟
وضفائراً جدلْتِ من عبقِ الفصولْ
قبَّلْتِ تموزَ القتيلْ
فاجتاحَ أوردتي الصهيلْ
أضرمتِ في صدري مواقيتَ الوصولِ
قُبيلَ ميلادِ الرحيلْ
ويقولُ لي كهّانُ معبدِكِ الطعينْ :
.. عُدْ عن هواك .. فالحبُّ ريبةْ
أطفئْ رؤاكْ
ما انتَ أوديبُ المجيرُ
ولستَ في أبوابِ طيبةْ
كيفَ الرجوعُ عن الخصوبةِ للبذار ؟
أترى أموتُ بلا احتضارْ ؟
وهي التي رسمتْ مساماتي كذرّاتِ
الترابِ فإنْ تشقَّقَ في انتظارِ الغيمِ
ترتسمُ الخطوط ُ..خطوطُ
راحتيَّ البعيدةْ
وهي التي ارتعشتْ بثغري إنْ نطقتُ
وإن صمتُّ فكيفَ تنتحرُ القصيدة؟
أنا لستُ أوديبَ الشريدْ
أنا نزفُ جرحٍ جففوهُ إن استطعتمُ مرةً
أو فاعصروهْ
سيظلُّ منبعُهُ وريدَه
كيفَ الرجوعُ عن الحنينْ؟
كيفَ المواتُ بِلا احتضارْ ؟
وتظلُّ تهتفُ بي حذارْ
إن هنْتَ أو في البُعْدِ متَّ على انتظارْ
سيانَ قد تُلغي النهارْ
لابدَّ أنْ تحيا توالدْ ، في غبارِ الطلعِ
في دمعِ الصِغارْ
فالكفرُ والإيمانُ إنْ تبغِ انتحارْ
وجها صلاةٍ للفرارْ
يا وجهَها المزروعَ في ظلِّي
وفي قلبي الظليلْ
إني إليكِ أعودُ
لا عنْ ضوءِ عينيكِ الجليلْ
يا أنتِ .. يا وجعي الجميلْ
يا قبلةً للمكنِ المأمولِ
في شفةِ الحنينِ المستحيلْ
.. لفَّعْتُ بالحبِّ النزيفَ ..
وآنَ أنْ تتلفعي .. فَعِي
ما كانَ حباً واسمَعي .. مَعي ..
صيحاتِ طيرِ الزوبَعةْ
خطَّ النداءَ على مساراتِ الجهاتِ الأربعةْ
جَسدي رمالُكِ فاغمُري .. مُري ..
بالموجِ قلبي كي يُزيلَ مواجِعَهْ
وتقدَّمي .. دَمي ..
فلعلَّ نزفيَ توقِفي.. قِفي .. في
شرفةِ الإعصارِ .. غَنّي الأشرِعَةْ
ليكادث قلبي أنْ يغُادرَ أضلعه
********