ما الذي قالته في الليل الفراشة

ما الذي قالته في الليل الفراشة

ما الذي قالتْهُ في الليلِ الفراشة
عِندما حطَّتْ على دودةِ قّزّْ
ثم هامتْ من جديدْ
ضوؤها الخدّاعُ لا ناراً به
ضوءٌ بليدْ
وهيَ تبحثُ عن وريدِ الجمرِ
عن نبضِ اللظى
كي تسافرَ في الرمادْ
ومضةً تحتلُّ ذاكرةَ الحريقِ ولا تُعادْ
ما الذي قالتْهُ في الليلِ الفراشَةْ
عندما هامتْ على موجةِ عَتمةْ
تقتَفي إيماضَ كلْمة
أخبرتْها سرَّ عشقٍ لا يموتْ
ثم ضاعَتْ عبْرَ نَسْمَة
قبْلَ أنْ تهدي السبيل
أينَ تلقاها ولا تكوينَ للنسماتِ
والريحُ تفور
هكذا قلبي على أسوارِ نارِ العشقِ
ما زالَ يدورْ
يرتمي طيباً على وجهِ المرايا
حينَ ينعكسُ الشعاع
ثم يدري بعدَ حينْ
خدعةَ البللور والنبضِ المُباع
أيها العشقُ الذي يصلبُ روحي
في انتظارٍ كلَّ ليلة
قلْ .. متى ألقاكَ .. أُحرَقُ
كي أعيشَ بلا ضَياع
ربما كانَ الذي قد كانَ ميلادَ اللهيب
فلماذا أنتَ يا قلبي تخليّتَ احتسابا
عن بذورِ المُعجزة
وفتحتَ البابَ للريحِ فشالتها عن الكفينِ
ضاعتْ في السهوبْ
وطفقتَ العمرَ تبحثُ بعدَ إيناعِ الفُصولْ
عن وريقاتِ الحنين
أنبتتْها تربةٌ أخرى
وغطَّى جرحَها اليخضورُ والصبحُ الجديد
وهي لا تذكرُ حتى رعشَ راحتِكَ الحنون
أنتَ من ذِكرى إلى ذِكرى تَشيخْ
حاملاً في روحِكَ الظمأى أناشيدَ البروق
واحتمالَ المُستحيلْ
كلما أجَّجتَ ناراً في ابتهالْ
أطفأتْها العَبَرات
راكعاً توقِدُ الشمعَ وتغرقُ في الظِلال
راسماً أيقونةَ القلبِ الجريح
بالإصبعِ المنشدِّ ما فوقَ الجِدار
وهْوَ يطبعُ ما يزيحُ من الغُبار
وسْطَ كهفٍ غارُهُ يزدادُ بُعداً كلَّ يوم
كلَّما أجَّجْتَ ناراً في ابتهال
أطفأتْها العَبَراتْ
آهِ كيف ؟
عبراتُ القلبِ أولى بالأوار
لا تحاولْ خلقَ آلهةٍ ستختلقُ العِبادة
ثم لا تُجدي صلاتُكَ والنُذور
فالفَراشَةُ بَعْدُ ما زالتْ تدورْ
سوفَ تُرشِدُ للأتونِ الجَمرِ
إذ تغشى وترْتدُّ الصُقور
ما الذي قالتْهُ في الليلِ الفراشَةْ
عِندما في رِحلَةِ الشوطِ الأخير
صاخباً لاحَ انعكاسَ الضوءِ في ماءِ الغدير
ألسُنُ النيرانِ تعلو والنِداءْ
آهِ لكنَّ الفراشَة
أخطأتْ سَمْتَ العُبور
بلَّلتْها موجةٌ كانتْ ترجُّ النورَ
وانكسرَ الجناحْ
أنقذتْها قشةٌ طافتْ ولكنْ ما المَصير ؟
ما الذي قالتْهُ في الليلِ الفراشَةْ ؟
حينَ غنَّتْ قربَها شعلةُ نارٍ كالسعير
هفهفَتْ للجمرِ لكنَّ انسيابَ
الماءِ أقصاها معَ الغصنِ الصَغير
ما الذي قالتْهُ في الليلِ الفراشَةْ ؟
حينَ غابَ وهجُ النارِ عنْها
وهيَ تدريْ..
أنَّها مِنْ بَعْدُ يوماً لنْ تطير..!
*****

One thought on “ما الذي قالته في الليل الفراشة

Comments are closed.