خصوصية ترجمة الأجناس الأدبية ـــ د.ممدوح أبو الوي

1-تعريف الترجمة:

هي هجرة نص أدبي من لغة إلى لغة أخرى، وبالتالي من بلد إلى آخر، ومن وسط قوميّ له ذوقه وثقافته, إلى وسط قوميّ آخر.

وكما تهاجر الطيور من مكان إلى آخر، وكما تهاجر الأسماك من مياه إلى أخرى، وكما يهاجر الناس من موطن إلى آخر، كذلك تنتقل النصوص الأدبية من مواطنها الأصلية إلى مواطن جديدة.

وقد يحدث أن تهاجر الطيور, وتعود إلى موطنها الأصليّ، وقد يهاجر الإنسان ويعود إلى مسقط رأسه.

وكذلك النصوص الأدبية، قد تهاجر وتعود إلى موطنها الأصليّ.

وهذا ما حدث مع بعض الآثار اليونانية القديمة، إذ ترجمت إلى اللغة العربية, وضاع أصلها اليوناني، فأعيدت ترجمتها ثانية من العربيّة إلى اليونانية, ولو لم تترجم إلى العربيّة لضاعت ضياعاً نهائياً.

بعض التعاريف: لغة المصدر: وهي اللغة التي تتم الترجمة منها.

لغة الهدف أو المصب: وهي اللغة التي تتم الترجمة إليها.

2- اختيار مادة للترجمة:

ليست الترجمة عملية ميكانيكية أو آلية، و إنّما هي عمليه إبداعية، فيقوم المترجم بترجمة نص أدبيّ يحتاج إليه شعبه، فهو بالطبع لا يترجم لنفسه، و إنّما يترجم لغيره، مثله مثل الروائي أو المسرحيّ , فالروائيّ لا يكتب لنفسه، وإنّما يكتب لغيره من الناس.

عملية الانتقاء: ولذلك لابدّ من انتقاء النص المناسب، فلا يعقل أن يقوم شعب معين بترجمة كلّ ما يكتب باللغات الأخرى، فلا بدّ من الاختيار. هناك أعمال أدبيّة بوليسيّة تشجع على الإجرام والقتل والسرقة، فهل نترجم مثل هذه الأعمال؟ وهناك أعمال أخرى تثير الغرائز الجنسية الإباحية، فهل نقوم بترجمة مثل هذه الأعمال؟وهناك أعمال ذات مستوى فني منحط، فلا نقوم بنقلها. إذن ماذا ننقل؟ وما الخصائص التي يجب أن تتوفر في المادة المراد ترجمتها؟

1- نترجم ما يحتاج إليه شعبنا.

2- ما لا يسيء للآداب والأخلاق العامة.

3- ما يعزز الروح الوطنية لدى شعبنا.

4- يجب أن يكون العمل المرشح للترجمة ذا مستوى فني رفيع.

5- أن نبتعد قدر الإمكان عن الغاية التجارية.

3- الميزان الثقافي:

لكل أمة ميزان تجاري, وهو نسبة الصادرات إلى الواردات، وتحرص كلّ أمةّ، على أن تكون صادراتها أكثر من وارداتها, أيّ تحرص على أن يكون ميزانها التجاري رابحاً، إلا أنّ ميزان التبادل خاسر , في الوطن العربيّ بوجه عام.

وكذلك يوجد ميزان ثقافيّ , وهو نسبة ما يترجم إلى لغة معينة إلى ما يترجم عنها، وهو ميزان خاسر، فنحن نترجم إلى اللغة العربيّة أكثر مما يترجم الآخرون عن اللغة العربيّة إلى لغاتهم الأجنبية.

وكما أنّ بلادنا تشكل سوقاً للبضائع الأجنبية, فهي أيضاً سوق للأفكار والإيديولوجيات والآداب الغربية.وتحتاج الأمّة العربيّة في العصر الحاضر إلى الترجمة , لأنّها تمر في مرحلة تاريخيّة تحتاج فيها إلى نهضةٍ علميّةٍ وأدبيّةٍ.

يقول سعيد علوش في كتابه:”مكونات الأدب المقارن في العالم العربيّ“:”وردت كلمة ترجمة. …. بجنوب العراق في اللغة الأكادية وتعني تفسير الكلام وتوضيحه.

وقد انتقلت إلى عرب الجاهلية وغيرهم عبر العصور فلا غرابة أن تأتي في بيت شعريّ للمتنبي.

تجمع فيه كلّ لسن وأمة فما يفهم الحداثَ إلا التراجمُ” (1)

أمّا الترجمة بمعنى السيرة وتاريخ الحياة, فهي توليد متأخر النشأة ولا علاقة لها بالترجمة اللغوية التي خاض فيها العرب كثيراً نثراً، وتحاشوها شعراً. ووجدت الترجمة لأنّ الناس يتكلمون لغات متعددة، فيوجد في العالم حوالي (5000)لغة.

فهناك عواصم عالمية تصدر ثقافاتها إلى الدول الأخرى ,أذكر منها :واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، لندن, باريس، موسكو، وطوكيو، وبدأت ألمانيا بعد اتحادها تأخذ مكانتها بين هذه الدول.

4- المترجم:

يجب أن يتوفر في المترجم شرطان :

1 –معرفة اللغة المترجم عنها (لغة المصدر) ومعرفة اللغة التي يترجم إليها (لغة الهدف).

2 –معرفة العلم الذي تتناوله المادة المترجمة.

ولعل الكاتب العربي الجاحظ (780 -868)م، الذي عاش في العصر العباسيّ، كان من أوائل الذين وضعوا شروطاً معينة, يجب أنْ تتوفر في المترجم فرأى:

1 – أنّ المترجم الجيد يجب أنْ يكون من مستوى فكريّ , لا يقل عن مستوى مؤلف النص الأصليّ , وأنّ معرفته للموضوع المعني يجب أن تكون مساويةً له كذلك , وبغير توفر هذا الشرط لا يمكن التأكد من عدم وقوع سوء فهم للنص , أو الاطمئنان إلى عدم ضياع المرامي الدقيقة للنص من خلال الترجمة.

يجب أنْ يكون المترجم ضليعاً في اللغة التي يترجم منها، مثلما يكون ضليعاً في اللغة التي يترجم إليها، والذين يمزجون بين لغتين في كلامهم، ليسوا أهلاً للثقة لأنهم لا يتقنون أياً من اللغتين اتقاناً تاماً. (2)

وكانت آراء المفكر الروسيّ بليخانوف (1856-1918) متطابقة مع اّراء الجاحظ (كتاب الحيوان ج 1 ,) مع إنها جاءت بعد مرور ألف عام على وفاة الجاحظ، فلقد اشترط بليخانوف توفر الشروط ذاتها في المترجم التي طالب بتوفرها الجاحظ.

5التجربة العربية القديمة في الترجمة:

الترجمة قديمة قدم انقسام الناس إلى شعوب، لكل شعب لغته، وكانت قبل ظهور الكتابة شفهية، وبعد ذلك ظهرت الترجمة المكتوبة مع ظهور الأبجدية.

بدأت الترجمة في أواخر العصر الأمويّ، ونشطت في عصر الخليفة هارون الرشيد وهو الخليفة العباسيّ الخامس , الذي استمرت خلافته ثلاثة وعشرين عاماً (من عام 787م– 809م )وازدهرت الترجمة في العصر العباسيّ , كما ازدهرت الدراسات عن الترجمة. وفي هذا العصر أسس الخليفة المأمون بن هارون الرشيد دار الحكمة ببغداد، ودار الحكمة معهد اهتم بشؤون العلم والترجمة وكان الخليفة المأمون يدفع للمترجمين مبالغ طائلة لقاء عملهم, ففي هذا العصر ترجمت إلى اللغة العربية أعمال أرسطو(384-322 ق. م ) وأفلاطون(428-347).

ولم يستخدم آنذاك المترجمون القواميس لعدم وجودها، وكانوا عادة يتقنون اللغة اليونانية والسريانية والعربية، ومن أكبر المترجمين في هذا العصر حنين بن اسحق، وثابت بن قرّة.

أماّ في العصر الحديث فلقد نشطت الترجمة في مركزين عربيين، في بلاد الشام وفي مصر، فلقد اعتمد محمد علي باشا , الذي حكم مصر ما بين عامي (1805 – 1849م) على الترجمة كوسيلة من وسائل تحديث الدولة المصرية الناشئة، فأسس مدرسة الألسن عام 1835، وتولى الشيخ رفاعة الطهطاوي(1801- 1873) الإشراف عليها، ثم أنشأ قلماً للترجمة في عام 1941، واهتم محمد علي بترجمة الكتب العلمية والأدبية الهامة من اللغات الفرنسية والإيطالية والتركية والفارسية.

6- الترجمة عن لغةٍ وسيطةٍ:

قد تكون الترجمة مباشرة, أي من لغة المؤلف إلى لغة المترجم , مثلاً ترجمة مسرحية الملك لير لشكسبير من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية مباشرةً ,

وقد تكون الترجمة عن لغة وسيطة, مثلاً ترجمة الجريمة والعقاب ” 1866 لدوستويفسكي 1821 _ 1881 من اللغة الروسية إلى الفرنسية إلى العربية، هذه هي الترجمة عن اللغة الوسيطة. وهي ترجمة من الدرجة الثانية , ولكن لا غنى عنها , في بعض الحالات , وهناك ترجمات عن لغة وسيطة , تفوق الترجمات المباشرة , مثل ترجمة د. سامي الدرويي ( 1921-1976) لأدب دوستويفسكي (1821- 1881) وتولستوي (1828- 1910) عن لغة وسيطة وهي اللغة الفرنسيّة , وكذلك ترجمة الشاعر خليل مطران( 1872- 1949) لبعض مسرحيات شكسبير (1564- 1616) , التي انتقدها ميخائيل نعيمة , في كتابه الغربال” (1923), يقول نعيمة: ” إذ إنّك قد تترجم إلى العربيّة رواية لهيجو أو لتولستوي (وكلاهما من فحول الأدب) فتهمل عبارةً أو تضيف عبارةً , وتتصرف في الأصل بما تقتضيه ضرورة الترجمة. ..ولكن ذلك لا يتسنى لك مع شكسبير , إذ قلما تجد فيه كلمة زائدة , أو عبارة محشوة أو فكراً يمكنك إسقاطه من الرواية , دون أن تزعزع بذلك بنيان الرواية بأسره , إضافة إلى أن بين أفكاره , وبين أكسيتها اللغوية ترابطاً هو غاية في الدقة والفن، وهذا الترابط هو ما يكسبها جلالها الملوكيّ, وسلاستها السحرية , ورنتها الموسيقيّة. فمن ترجمها , دون جلالها ورنتها وسلاستها , كان كمن أخذ من الجذع ساقها, بعد أن عراه من الفروع والغصون والأوراق , ونخشى أن يكون هذا ما فعله خليل مطران في تعريبه تاجر البندقية“( 3) , ويرى نعيمة أنّ خليل مطران ترجم شكسبير عن الفرنسيّة أيّ عن لغةٍ وسيطةٍ , وكان عليه الإشارة إلى ذلك , ولكنني أرى أنّ بعض ترجمات خليل مطران لشكسبير , جاءت أفضل من بعض الترجمات التي تمت مباشرة عن اللغة الإنكليزية , وترجم أحمد حسن الزيات (1885- 1968) روايةآلام فرت(1774) للأديب الألمانيّ غوته (1749- 1832) وقدّم لهذه الترجمة د. طه حسين(1889 – 1973) , وترجم د. طه حسين مسرحيات سوفوكليس (496- 406 ق. م.)

7- بين الترجمة والأصل ( معايير الترجمة الجيدة )

المعيار الأول: الأمانة، ونقصد بالأمانة نقل المضمون كما هو دون زيادة أو حذف، فليس من حق المترجم الزيادة بحجة أنّ هناك غموضاً يريد توضيحه، وليس من حقه الحذف، بحجة أنّ القوانين في بلده لا تسمح بنشر أمور معينة.

الترجمة الجيدة هي الترجمة التي تتعادل أو تتكافأ مع الأصل من ناحيتي المضمون والشكل ,ويرى بعض نقاد الترجمة، أنها لن ترقى إلى درجة الكمال وأنها شكل من أشكال الخيانة، لأنّ أحسن المترجمين لن يترجم شكسبير، على سبيل المثال، ويرقى بالترجمة إلى المستوى الذي بلغه شكسبير باللغة الأصل, وهي الانكليزية

وأذكر مثالاً على الزيادة وهي ترجمة سليم قبعين لرواية تولستوي لحن كريتسر التي نشرها تولستوي في عام 1889 وصدرت باللغة العربية مترجمة من الروسية في عام 1904، فأضاف المترجم بعض الفقرات التي تدعو إلى تحرير المرأة، وذلك تجاوباً مع الصرخة التي أطلقها قاسم أمين (1865 – 1908 ) حول ضرورة تحرير المرأة العربية؛ ومن المعروف أنّ قاسم أمين أصدر كتاب تحرير المرأة عام 1899 وكتاب المرأة الجديدة عام 1901

علماً بأنّ تولستوي ليس واحداً من الكتّاب الذين كان همهم الأول تحرير المرأة، لا بل كان الإخلاص في الحياة الزوجية والعفة قبل الزواج وبعده يحتلان إحدى المراتب الأولى في اهتماماته، وكان من المنادين في الحفاظ على الأسرة. وكتب عن هذا الموضوع كثيراً، ولم يكتب أبداً عن تحرير المرأة، ولا بأس من الإشارة إلى أنّ المترجم سليم قبعين كان يصدر في القاهرة في العقد الثالث من هذا القرن مجلة بعنوان الإخاء وهو من رواد المترجمين من الروسية إلى العربية مباشرة، وكان مؤمناً بالكثير من أفكار تولستوي. إنّ الأمثلة على زيادة المترجم على الأصل قليلة، ولكن الأمثلة على الحذف كثيرة جداً، فمعظم الأعمال الأدبية الأوروبية تصل إلينا على أنها أعمال عن الحبّ أو الجريمة، بعد أن تحذف الأفكار الفلسفية، لأنّ القارئ بوجه عام، يمل من الأفكار الفلسفية، أذكر مثلاً أنّ رواية آنا كارينينا التي كتبها تولستوي ( 1828 -1910) ما بين عامي (1873- 1877 ) صدرت باللغة الروسية بثلاثة مجلدات, وترجمت إلى اللغة العربية أكثر من مرة،

لا يزيد عدد صفحات الترجمة عن مئة وستين صفحة، فحذف منها أكثر من ثمانين بالمئة، وبقي منها فقط ما يثير التشويق، أيّ الصفحات التي تتناول الخيانة الزوجية، وحذف كل ما هو هام بالنسبة للمؤلف، إلى أنْ وصلتنا كاملة مترجمة من قبل وزارة الثقافة والإرشاد القومي بدمشق، وقام بترجمتها عن اللغة الفرنسية صياح الجهيم.

8- التعادل أو التكافؤ الجماليّ والأسلوبيّ والدلالي

إنّ نقل المعاني لا يلاقي من الصعوبات التي تلاقيها مسألة التعادل الأسلوبيّ, لأنّ لكلّ لغةٍ تراكيبها , وجمالياتها , فالعمل الأدبيّ يتميز بجمال أسلوبه , ولو جردنا أيّ نصٍ أدبيّ من شكله لفقد الكثير من ميزاته الفنية, فكما يقول الجاحظ (780- 868م): المعاني مطروحة على قارعة الطريق , ولكن الصعوبة في كيفية صياغة هذه الأفكار، مثلاً كتب دوستويفسكي بلغةٍ روسيّةٍ سليمةٍ , وكذلك تولستوي , ولكن لكل منهما أسلوبه , والمترجم الجيد هو الذي يستطيع نقل هذا الأسلوب , بشكلٍ يقرأ المتلقي العربيّ أسلوب دوستويفسكي وعباراته ويميزها عن أسلوب غيره من الكتّاب الروس.

9- نقد الترجمة الأدبيّة :

هل من الضروري نقد الترجمة الأدبيّة ؟ هناك نقد أدبيّ, وهناك نقّاد للأدب, وهناك نقد للترجمة , وهو ضروري لمعرفة السلبيات والإيجابيات , وتنبيه القارئ والمترجم ودور النشر إليها، لأنّ القارئ لا يعرف هل قام المترجم بحذف أشياء معينة من الأصل , أو أضاف إليه ؟ ويأتي الناقد, وهو عادةً ممن يتقنون اللغتين , المترجم منها والمترجم إليها , ويبين ذلك، وإنْ كانت هذه العملية تضايق بعض المترجمين المصابين بمرض النرجسية , والذين لا يحبّون النقد الموضوعيّ , ويعدون أيّ نقد لعملهم هو نقد بالوقت ذاته لشخصيتهم ويقوم جوهر نقد الترجمة على معيار التعادل أو التكافؤ على الصعيدين الدلاليّ والأسلوبيّ، ويقوم النقد الآنف الذكر , على الأسس نفسها التي يقوم عليها النقد الأدبيّ بوجهٍ عامٍ. أيّ يجب أنْ ننقد النص , وليس صاحبه , كما يقول ميخائيل نعيمة(1889-1988)في كتابه النقديّ الغربال ” (1923) , يجب غربلة العمل الجيد وفصله عن العمل السيئ.

10- الترجمة التعجيمية :

التعريب هو نقل الآثار الأدبيّة الأجنبيّة إلى اللغة العربيّة , أمّا الترجمة التعجيمية فهي نقل الأدب العربيّ إلى اللغات الأجنبيّة. توجد في معظم الجامعات الأوروبية أقسام للغة العربية وآدابها، ففي مدينة بطرسبرج تدرس اللغة العربية في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعتها، وفي معهد مستقل هو معهد الاستشراق، وكذلك الأمر في مدينة موسكو , عاصمة روسيا, يوجد معهد للاستشراق، تدرس فيه اللغة العربية إلى جانب اللغات الشرقية الأخرى، وكذلك يوجد في جامعة موسكو قسم للغة العربية وآدابها، ويوجد قسم للغة العربية وآدابها في معظم جامعات الدول الأوروبية.

يقوم مدرسو هذه المعاهد والأقسام المذكورة بتدريس اللغة العربية وآدابها، ولكن أعداد الدارسين، يكون عادة قليلاً.

ويقوم المدرّسون أنفسهم، أو من يتخرج من هذه الأقسام بترجمة الأدب العربيّ، فلقد ترجمت بعض نماذج التراث القديم، ونماذج من الأدب العربي الحديث إلى اللغات الأجنبية، مثل روايات نجيب محفوظ (مواليد 1911 ــ 2006) ولاسيما بعد حصوله على جائزة نوبل للآداب عام 1988، ورواية صخرة الجولانللدكتور علي عقله عرسان مواليد 1940، رئيس اتحاد الكتّاب العرب السابق, إلى اللغة الروسيّة، وصدرت بستين ألف نسخة، وصدرت رواية نجمة الصبحلإبراهيم العلي مواليد 1934، وصدرت بعض أعمال حنا مينة مواليد 1924، باللغة الروسيّة، وترجمت أعمال أخرى , مثل قصة يوميات نائب في الأريافإلى الروسية عام 1961 وقصة عودة الروح ونحن، العرب، لا نهتم كثيراً بما يترجم من أدبنا إلى اللغات الأجنبية، ونعتبر أنّ هذا الأمر لا يهم إلا الأجنبيّ، ولكن ما الذي يمنعنا من الترويج لأدبنا في البلدان الأوروبية ؟، ولا سيما أننّا نخوض معركةً سياسيةً ومصيريةً ضد الصهيونية، التي تحاول الإساءة إلى صورة الإنسان العربيّ في أذهان الأجانب، فعندما ننشر نماذج معينةً عن أدبنا، فمن شأن هذه العملية أنْ تساهم في دعم قضايانا الوطنية، فلقد عملت روسيا في الماضي على نشر أدبها وترجمته إلى اللغة العربيّة عن طريق دور نشر معينة مثلدار التقدم بموسكوودار رادوغابموسكو. فما الذي يمنع الدول العربية من القيام بترجمة بعض نماذج الأدب العربيّ إلى اللغات الحيّة؟، ونقله إلى القارئ الأوروبيّ ولا بأس من إقامة ندوات عن ترجمة الأدب العربيّ إلى هذه اللغات، ندعو إليها كبار المستشرقين ونقدّم لهم بعض الجوائز ونشجعّهم.

11– خصوصية ترجمة الشعر :

يرى بعض نقاد الترجمة أنّ ترجمة الشعر ترجمةً جيدةً, أمر مستحيل لكثرة الصعوبات ورأى الجاحظ ( 780 – 868 ) ” الشعر

لا يستطاع أن يترجم، ولا يجوز عليه النقل، ومتى حوّل تقطع نظمه، وبطل وزنه، وذهب حسنه، وسقط موضع التعجب، لا كالكلام المنثور ” ( 4 ) وعلى الأغلب نقوم بترجمة الشعر نثراً, أيّ ننقل فقط المعنى، ولا يحق في هذه الحالة للمترجم أن يوهم الآخرين أنّ النص النثري معادل للنص الشعريّ الأصليّ.

مثال: كتب الشاعر الفرنسيّ ألفونس دي لامارتين (1790 – 1869 ) قصيدة بعنوان البحيرة وترجمت ثلاث مرات إلى العربية, الترجمة الأولى لعلي محمود طه ,والثانية د. نقولا فياض, والثالثة لأحمد حسن الزيات(1885- 1968) ولقد أجرى المقارنة بين الترجمات الثلاث د. جمال الشحيد.

البيت الأول: (ترجمة علي محمود طه):

1- ليت شعري أهكذا

نحنُ نمضي في عَبابِ إلى شواطئ غُمضِ

البيت الأول: (ترجمة د. نقولا فياض):

1- أهكذا أبداً تمضي أمانينا

نطوي الحياةَ وليلُ الموتِ يَطوينا

البيت الأول: (ترجمة أحمد حسن الزيات “1885 ــ 1968″):

أهكذا قضى الله أنْ نمخر في عباب الحياة مدفوعين في ظلام الأبد من شاطئ إلى شاطئ

سبب صعوبة ترجمة الشعر هي القوافي والبحور والطباق والموسيقا.

وهكذا فإنّ عمالقة الشعر الأوروبيّ يترجمون إلى اللغة العربية نثراً، وبالتالي تفقد القصيدة الكثير من ميزاتها الفنية. هكذا ترجم الشاعر الروسيّ بوشكين ( 1799- 1837) إلى العربية نثراً ولير منتوف (1814-1841) ويسينين (1895 – 1925 ) ومايكوفسكي ( 1893- 1930) وغيرهم.

ولعل الترجمة التي قدّمها لنا الشاعر أيمن أبو شعر للشعراء الروس عن الروسيّة مباشرة هي من أفضل الترجمات , وذلك لأسباب موضوعية وذاتيّة فهو شاعر كبير , وهو يعيش في روسيا ومتزوج من مواطنة روسيّة , ولديه معلومات واسعة ومعمقة عن الأدب الروسيّ , وقام د. أيمن أبو شعر بترجمة الشعراء الروس في القرن العشرين , , ومعظمهم عاش في ظل النظام الاشتراكيّ, الذي انهار عام 1991 , إلا أنّ د. أيمن أبو الشعر يذكر في بداية كتابه نماذج من شعر الروسي في القرن التاسع عشر, فيذكر قصيدةً ثوريّةً لبوشكين بعنوانإلى تشاداييف” (1818), يقول فيها :

يا صديقي , يا صديقي , سنمنح أوطاننا

مطامح أرواحنا الرائعة ,

ثق أيها الرفيق , أنّ نجمة السعادة الآسرة ستشرق حتماً.

ستنهض روسيا من نومها ,

وعلى حطام السلطة المستبدة , ستُكتب أسماؤنا ( 5)

وكذلك فإنّ د. أيمن أبو شعر يترجم قصيدةً شهيرة للشاعر الرومانسيّ ليرمنتوف

( 1814- 1841)بعنوان الشراع

قدّم د.أيمن أبو الشعر في كتابه المذكور نبذةً عن حياة سبعةٍ وعشرين شاعراً روسيّاً , هم من أشهر شعراء الروس وأهمهم , واستمد المؤلف مادته من مصادر روسيّةٍ، فكتب ــ مثلاً ــ سيرة حياة الشاعر الروسيّ الشهير يسينين(1895-1925) , معتمداً على خمسة وستين مرجعاً ومصدراً , وكلّها باللغة الروسيّة , وترجم لكل شاعرٍ من هؤلاء الشعراء ما يزيد عن عشر قصائد , ترجمةً رائعةً,نذكر مقطعاً من ترجمة قصيدةٍ للشاعر يسينين , بعنوان رسالة إلى امرأة

تذكرين. .

أنت حتماً تذكرين

كلَّ شيء تذكرين ,

كيف مأخوذاً وقفتُ,

ها هنا قرب الجدار,

حين أنتِ

رحتِ وسطَ الغرفة الصماء – في نزقٍوجئتِ

وبوجهي قد نهرت ِ

ثم قلتِ

لا مفر الآن من هذا الفراق

فحياتي العابثة

عذبتكِ ( 6)

يكتب د.أيمن أبو شعر عن خصوصية كلِّ شاعر من الشعراء , الذين ترجم قصائدهم , كما يكتب عن أهم التيارات الأدبيّة , التي انتشرت في الأوساط الأدبيّة الروسيّة في القرن العشرين. فيكتب عن المدرسة الرمزيّة الروسيّة , والتي يعد الشاعر ألكسندر بلوك ( 1880- 1921) من بين ممثليها، وانقلب بعض الشعراء الرمزيين الروس, إلى اتجاه آخر وهو , الأكميزمية , ومن ممثليها الشاعرة أخماتوفا(1889- 1966), وهناك مدارس أدبيّة كثيرة’ انتشرت في الأدب الروسيّ في القرن التاسع عشر , ولكن المدرسة الأهم في ذلك الوقت كانت المدرسة الواقعية الاشتراكية, والتي انتمى إليها معظم الشعراء الروس , وكثير من أدباء العالم. ويعد مكسيم غوركي ( 1868- 1936) , وفلاديمير ماكوفسكي (1893- 1930) من أهم مؤسسيها في الأدب الروسيّ. ويشير د. أيمن أبو الشعر إلى أنّ معظم الشعراء الروس نظموا قصائد عن الحرب , التي راح ضحيتها من السوفييت وحدهم عشرون مليوناً, ومن القصائد الجميلة التي ترجمها د. أيمن أبو الشعر قصيدة للشاعر قسطنطين سيمونوف (1915- 1979), والتي ينظمها الشاعر على لسان محارب يودع حبيبته , وهي بعنوان انتظريني , سوف أعود

انتظريني سوف أعود

لكن انتظري بصمود

انتظري إنْ حزنٌ جاء

عبرَ الأمطار الصفراء

وسط الحرِ أوان يهوج

إنْ هبت عاصفة ثلوج

انتظري إنْ حلَّ اليأس

بمن انتظر فنسيَ الأمس

انتظري في البعد الحائل

حتى إنْ لم تأتِ رسائل

حين يملُّ جميعُ الناس

حلمَ المنتظرِ الموعود

انتظريني سوف أعود ( 7)

وبذلك فإنّ د. أيمن أبو شعر قدّم ترجمةً رائعةً بكلّ المعايير , وبعد مرور عامين على صدور ترجمة د. أيمن أبو الشعر , أصدرت د. مكارم الغمري كتابها مؤثرات عربيّة وإسلاميّة في الأدب الروسيّفي الكويت عام 1991 ضمن سلسلة عالم المعرفة ” , وترجمت قصائد بوشكين التسع المستوحاة من القرآن الكريم , بعنوان قبسات من القرآن ” , التي نظمها بوشكين عام ( 1824) , فلقد استلهم بوشكين الآيات (16- 31) , من سورة عبس وتولى , وترجمتها د. مكارم الغمري على النحو الآتي :

علام يتغطرس الإنسان ؟

على أنّه جاء إلى الدنيا عاريا,

على أنّه يستنشق دهراً قصيراً ,

وأنّه سيموت ضعيفا , مثلما ولد ضعيفا؟

ألا يعلم أنّ الله سيميته

ويبعثه بمشيئته ؟

وإنّ السماء ترعى أيامه

في السعادة وفي القدر الأليم ؟

ألا أنّ الله وهبه الثمار,

والخبز , والتمر , والزيتون

ثم بارك جهوده

فوهبه البستان , والتل , , والحقل ؟ (8)

وترى د. مكارم الغمري , عميدة كلية الألسن في جامعة عين شمس في القاهرة , أنّ هذه الأبيات مقتبسة من سورة عبس وتولى التي تدعو إلى التأمل في نظام سير الكون , ومنها الآيات التالية , قال تعالى : ” قُتل الإنسان ما أكفره , من أيّ شيء خلقه , من نطفةٍ خلقه فقدره , ثم السبيل يسره , ثم أماته فأقبره , ثم إذا شاء أنشره , كلآ لمّا يقضِ ما أمره , فلينظر الإنسان إلى طعامه , أنّا صببنا الماء صبا , ثم شققنا الأرض شَقا , فأنبتنا فيها حباً وعنباً وقضباً , وزيتوناً ونخلا , وحدائق غُلبا, وفاكهة ً وأبّا

حصلت د. مكارم الغمري عن هذا الكتاب على جائزة الملك فيصل في السعودية , وهي تستحق الجائزة المذكورة , فلقد ترجمت في كتابها قصائد بوشكين التسع المستوحاة من القرآن الكريم , كما ترجمت قصائد أخرى لبوشكين مثل الليالي المصرية وترجمت لشعراء روس آخرين مثل ليرمنتوف وإيفان بونين (1870- 1954)، وبينت أثر الأدب العربيّ في الأدب الروسيّ , وبذلت للوصول إلى ذلك جهداً كبيراً، ولا بأس من الإشارة إلى أنّ الباحث مالك صقور أصدر كتاباً بعنوان بوشكين والقرآن ” , وكان قد كتب عن هذا الموضوع الناقد الروسيّ بيلينسكي ( 1811- 1848) , والروائيّ دوستويفسكي.

وما دمنا نتحدث عن جهود د. مكارم الغمري في ترجمة قصائد بوشكين إلى اللغة العربيّة , فلا بدّ من الإشارة إلى كتابها بعنوان الرواية الروسيّة في القرن التاسع عشرالذي صدر عن عالم المعرفة , في الكويت عام 1981, فكتبت في هذا الكتاب عن رواية بوشكين بعنوان يفغيني أو نيغين ” ( 1823- 1831) , التي نظمها بوشكين شعراً خلال ثمانية أعوام , وترجمت بعض مقاطعها , كما أنّها أصدرت مختارات من قصائد بوشكين , عام 1999, بمناسبة مرور مئتي عامٍ على ميلاد شاعر روسيا العظيم , وصدر كتابها عن المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة , وشغلها شغل كبير ومهم , ولكنها ترجمت بوشكين نثراً (9).

وما دمنا نتحدث عن ترجمات قصائد بوشكين , فإنّ هذه القصائد ترجمت عشرات المرات , نذكر على سبيل المثال أنّ قصيدة بوشكين بعنوانإلى تشادايف “, ترجمها كما أشرنا د. أيمن أبو الشعر , كما صدرت ترجمتها أكثر من مرة , ترجمها د. ماجد علاء الدين , ورفعت سلام وكلّ من هذه الترجمات تختلف عن الأخرى , فجاء المقطع الأخير , في ترجمة رفعت سلام على الشكل التالي :

أيّها الصديق المخلص :

السماء الساهرة تبشر بفجر المعجزة ,

سوف تنهض روسيا من نومها الطويل,

وبينما تحطم الطغيان , نافذة الصبر,

تحفر أسماءنا على أنقاضه. “(10)

أمّا في ترجمة د. ماجد علاء الدين , فجاء المقطع المذكور على الشكل التالي :

كنْ واثقاً يا صاحبي ,

أنّ السعادة سوف تبزغُ ,

نجمةً وضاءةً ,

ولسوف تنهض روسيا من نومها. ..

أسماءنا سيسطرون على

حطام القيصريّة. ” (11)

وهكذا , فإنّ كلاً من د. أيمن أبو الشعر , والدكتور ماجد علاء الدين ورفعت سلام بذلوا جهداً كبيراً في نقل الشعر الروسيّ إلى القارئ العربيّ , إلا أنّ الضعف الوحيد يكمن في عدم وجود تنسيق بين المترجمين , فلذلك نجد تكراراً لترجمة القصيدة الواحدة, وهذا موجود في ترجمة الشعر الروسيّ , وفي ترجمة شعر الشعوب الأخرى.

ونقطة الضعف الأخرى , التي يجب الإشارة إليها , وهي أنّ الشعر يترجم إلى اللغة العربيّة نثراً ,ولقد أشار إلى هذه النقطة د. نوفل نيوف في بحثه بعنوان الشعر والترجمة ” , فهو يقول : ” إنّ ترجمة الشعر لا يجوز أنْ تكون نقلاً لفكرةٍ , أو أفكار يُظنُّ أنّ القصيدة إناء يضمها “(12)فالشاعر , كما يقول الشاعر والناقد هوراس (65ق. م. – 8 ق. م. ): ” لا يضرم ناراً يتصاعد منها الدخان , بل من دخانه ينبلج النور ” (13) فقيمة الشعر ليس في أفكاره , وإنّما في جمال الصياغة، فلو كانت وظيفة الشعر تقتصر على التعبير عن الأفكار , لكنا في غنى عنه ,ولكان النثر كافياً لبلوغ تلك الغايات. ويذكر د. نوفل نيوف أنّ ترجمة شعر إيفان بونين(1870- 1954) إلى اللغة العربيّة , يقشعر البدن لقبحها، وكذلك يشير د. نوفل إلى أنّ د. عبد الرحمن بدوي أساء إلى مسرحية شيلر(1759-1805) ” اللصوص في ترجمته لها.

أمّا بالنسبة إلى ترجمة الشعر العربيّ إلى اللغات الأجنبيّة , فلقد ترجمت الدكتورة دالينينا المعلقات العشر شعراً إلى اللغة الروسيّة , وصدرت مختارات شعريّة لكل من أحمد شوقي (1868 – 1932 ) ولحافظ إبراهيم ( 1872 – 1932 ) ولشعراء العصر العباسيّ باللغة الروسيّة.

12- هناك صعوبات تعترض ترجمة المسرحية وهي أن المفردات قد لا نجدها في كل القواميس، لأنها مفردات عامية، يستعملها الفلاح أو العامل أو أيّ شخص آخر في حواره مع الآخرين، ويتكلم كل شخص بلهجة المنطقة التي يعيش فيها.

ومع ذلك تقوم جهود من أجل ترجمة المسرح، وتساهم مجلة من المسرح العالميّ التي تصدر في الكويت بنشر المسرح العالميّ. فنشرت مسرحية الجزيرة القرمزية لميخائيل بولغاكوف، ومسرحية بوريس غودرنوف ( 1825 ) لبوشكين (1799- 1837 ) في عدد أيار 1994، وتدفع مكافأة جيدة.

وتساهم الحياة المسرحية التي تصدر عن وزارة الثقافة والإرشاد القومي بدمشق، بنشر المسرح العالمي، فنشرت على سبيل المثال في العدد الخامس والعشرين، الذي صدر في عام 1985 ملفاً عن المخرج الروسيّ قسطنطين ستانيسلافسكي، وفي العدد ذاته نشرت مسرحية الضيف الحجريّ لبوشكين ( 1799 – 1837 ) ترجمة د. نوفل نيوف، ونشرت مسرحية الاجتياح لليونيد ليونوف ترجمة كرم رستم في العدد 21 عام 1983.

وقامت الوزارة بنشر مسرحيات تولستوي العشر أذكر منها الجثة الحية قام بترجمتها صياح الجهيم.

ونشرت الوزارة ملهاة مايكوفسكي ( 1893 – 1930 ) (البقة ) ونشرها في العام الأخير قبل وفاته أي في عام 1929 وترجمها د. عماد حاتم عام 1966 في الفترة الأخيرة أخذت تترجم بعض المسرحيات من اللغة الروسية إلى اللغة العربية مباشرةً، مثال ذلك , قام د. شريف شاكر بترجمة كوميديا المفتشلغوغول، علماً بأنّ هذه الكوميديا كانت قد نقلت سابقاً إلى العربية ولكن عبر لغة وسيطة. وترجم محمد خير الوادي كوميديا الزواج لغوغول (1809 – 1852) من اللغة الروسية مباشرةً، وصدرت كلتاهما عن وزارة الثقافة بدمشق.صدرت الزواجفي عام 1978، والمفتشفي عام 1985.

وترجم المرحوم فتيح عقلة عرسان مأساة العاصفة الرعدية ” (1859) لأستروفسكي1 (823-1886)، وترجمت المأساة المذكورة من اللغة الروسية مباشرة أكثر من مرة، وتبقى الترجمة السائدة عبر لغة وسيطة، فعلى سبيل المثال نقل سهيل أيوب مسرحيات مكسيم غوركي(1868-1936) إلى العربية عن لغة وسيطة، أذكر منها المسرحيات الخمس التالية البرجوازيون الصغار” 1901، ومسرحية الحضيض” 1902, ومسرحية الأعداء(1906), ومسرحية إيغور بوليتشوف وآخرون” (1931), ومسرحيته الأخيرة فا سيا جيليزنوفا ” (1935), وصدرت (عام 1983) عن دار التقدم بموسكو.

عندما ندرس ترجمة معينة فلابد من الأخذ بالحسبان، الظروف التاريخية المحددة، التي في ظلها تمت الترجمة، ومن الضروري كذلك إعارة الانتباه لشخصية المترجم ولاتجاهه الفكري، الذي ينعكس عادة على مضمون الترجمة وشكلها. وأريد أن أذكر على سبيل المثال ترجمة مسرحية لتولستوي بعنوانويضيء النور في الظلام كتب تولستوي المسرحية المذكورة في عام 1902 أيّ بعد صدور قرار حرمانه من الكنيسة الذي صدر في عام 1901 ترجم عصام الدين ناصيف المسرحية المذكورة إلى اللغة العربية من اللغة الألمانية في عام 1926 وصدرت في القاهرة. لقد شاهدها عصام الدين ناصيف على أحد مسارح برلين وأعجبته.

وهذه المسرحية فكرية أكثر مما هي فنية ويبدو أنّ المترجم أعجب بتولستوي المفكر أكثر من إعجابه بتولستوي الفنان، ويتضح من المقدمة بأنّ المترجم يعرف مؤلفات تولستوي معرفةً سطحيةً، فبرأيه أنّ بطل المسرحية – سارينتسوف – تبنى أفكاراً اشتراكية متطرفة وأوحى بهذه الأفكار إلى الأمير باريس الذي ــ بتأثير هذه الأفكار ــ رفض تأدية الخدمة العسكرية، وهذه المبادئ في نهاية المطاف لا تصلح للحياة العملية، فهي بعيدة عن الواقع العمليّ.

يتحدث عصام الدين ناصيف عن أفكار تولستوي، فيشير إلى أنّ تولستوي كان يحتقر ملذات الحياة الدنيا, باعتبار أنّ الحياة نفسها فانية، وكان تولستوي يحب البحث عن الحقيقة نفسها وينادي بالأخلاق السامية.

ولكن عصام الدين ناصيف لم يكتب عن تنديد تولستوي باستغلال الطبقات البورجوازية للكادحين.

يحذف عصام الدين ناصيف من مسرحية تولستوي ويضيء النور في الظلام الأمكنة التي تنتقد الحكومة، وهو بذلك يشبه رشيد حدادمترجم رواية البعث ” , يحذف عصام الدين ناصيف مقطعاً كبيراً من المشهد السادس من الفصل الثالث الذي يندد باستخدام الحكومة للعنف، ويندد بمخالفة الدولة للأنظمة والقوانين وكذلك فإنّ عصام الدين ناصيف يحذف المقاطع التي تندد بالخدمة العسكرية، فعلى سبيل المثال يحذف المترجم المشهد الثاني من الفصل الأول من الجزء الثالث عبارات نيكولاي إيفانوفتش حول الخدمة العسكرية التي تعلّم الناس فن قتل بعضهم البعض؛ فهي فن متوحش وقاسٍ لا يقره القانون الإنسانيّ,وينادي باريس بإلقاء السلاح,ويكتب عن الحياة الطفيلية للطبقة البرجوازية بلهجة أقل عنفاً من لهجة تولستوي.

يقول بطل المسرحية لزوجته :”لاتريدين أن تفهمي، ولذلك نحن نبتعد عن بعض أكثر فأكثر….

الحياة هنا فاسدة: (المشهد الخامس، الفصل الثاني، الجزء الرابع) وبعد ذلك يقول إنّ الحياة مبنية على النهب والسلب، إنهم يفسدون الأطفال. كل هذه الأفكار محذوفة في الترجمة.

تتعرض الأمكنة التي تتعلق بالدين لتغييرات كبيرة، تحذف الأمكنة التي تنتقد أسرار الكنيسة، تحذف فكرة نيكولاي إيفانوفتش حول ملكية الأرض، إذ إنّ البطل المذكور كان ينادي بتوزيع الأراضي على الفلاحين، ولكن من الذي قام بهذا الحذف كله؟ أهو عصام الدين ناصيف ؟ أم أنّها كانت محذوفةً في النص الألمانيّ؟

ليس المهم من الذي حذف أهو المترجم الألمانيّ أم العربيّ ؟ إنني أقف أمام ظاهرة وهي أنّ هناك حذفا ََللصفحات التي تتضمن الفكرة التي أراد تولستوي نقلها، والتي ضحى تولستوي بالكثير من أجل كتابتها، وهذه الظاهرة تشمل الأجناس الأدبية الأخرى التي كتبها تولستوي، فلقد تعرضت رواياته وقصصه لمثل هذا الحذف المتعمد، وفيما بعد وبتكليف من وزارة الثقافة نقل صياح جهيم إلينا تولستوي، دون حذف إلا أنّ هذا النقل مر عبر اللغة الفرنسية، ولم تكن الترجمة مباشرة من اللغة الروسية. وصدرت ترجمة مسرحيات تولستوي إلى اللغة العربية عن وزارة الثقافة، ولا بأس من الإشارة إلى أنّ تولستوي معروف في الأوساط العربية كروائي وليس معروفاً كمسرحي، علماً بأنّ معظم مسرحياته، رغم أنها فكرية وفلسفية، وكتبها للقارئ وليس للمشاهد، إلا أنّها عرضت وتعرض على المسرح، وأخرجت على شكل أفلامٍ سينمائية، أذكر منها بالإضافة إلى المسرحية المذكورةويضيء النور في الظلام ” 1902، مسرحية سلطة الظلام(1886) ومسرحية الجثة الحية ” (1900).

هذه هي مسرحيات تولستوي الثلاث المشهورة، وكتب تولستوي مسرحيات أخرى لم تحظ بالشهرة الكافية وكتب عن مسرح شكسبير في عام (1904) وعن الفن بوجه عام في عام بحثاً بعنوان ما هو الفن” (1898) وتبادل الرسائل مع المسرحيّ الانكليزيّ برنارد شو (1856- 1950)، لم تترجم مسرحيات تولستوي إلى اللغة العربية من اللغة الروسية مباشرةً، مع أنه يكاد يكون أول كاتب روسي ترجم إلى اللغة العربية، ويتنافس مع دوستويفسكي على المرتبة الأولى في الشهرة.

هناك سؤال يتبادر إلى الذهن وهو لماذا لم يترجم المسرح الروسي إلى اللغة العربية؟

وقد يجيب البعض أنّ الأدب الروسيّ بكامله غير معروف في الوطن العربي، هذا الكلام غير دقيق لأنّ الأدب الروسيّ معروف لدينا,ولكنه غالباً يترجم عن إحدى اللغتين الفرنسية أو الإنكليزية وقلما يترجم مباشرةً من اللغة الروسية، وبوجه خاص الرواية الروسية معروفة، ولاسيما في القرن التاسع عشر، والقصة الروسية معروفة، أما المسرح الروسيّ، فقلما يترجم، لم يترجم مثلاً المسرح الروسي الذي كتب في القرن الثامن عشر، أذكر من هؤلاء الكتاب المسرحيين ياكوف كنياجئين (1740 – 1791 ) الذي كتب كوميديا بعنوان المتعجرفوكذلك دينيس فونفيزين (1745 -1792 ) الذي ترك لنا كوميديا رئيس الفرقةوكذلك كوميديا الكسولوكذلك الكسندر سومرو كوف ( 1717 -1777 ) الذي ترك لنا مأساة بعنوان ديمتري المدعي وهنا بتقديري سببان، الأول: أنّ الأدب الروسيّ في القرن الثامن عشر بوجه عام, أيّ المسرح والقصة والشعر أدب غير معروف معرفة كافية في الوطن العربيّ، إننا نعرف الأدب الروسيّ ابتداءً من القرن التاسع عشر، أما أولئك الكتاب الذين كتبوا قبل القرن المذكور فلم يترجموا إلى اللغة العربية، والسبب الثاني أنّ المسرح الروسيّ بوجه عام لم يترجم بالحجم الكافي إلى اللغة العربية، وبوجه خاص مسرح القرن الثامن عشر، ولا يعود السبب إلى قدم هذا الأدب، فالشعراء الفرنسيون مثل جان راسين (1639 ــ 1698 )، وبير كورني (1606 -1684 )، وموليير(1622 -1673) عاشوا في القرن السابع عشر وأدبهم ومسرحهم معروفان لدينا. وعاش المسرحيّ الانكليزيّ وليم شكسبير في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، وكلنا قرأنا مسرحياته. والمسرحيّ الإغريقيّ سوفوكليس (496 -406 ق.م ) معروف لدينا مع أنه كتب مسرحياته في القرن الخامس قبل الميلاد، سؤال لاّبد طرحه، لماذا الرواية الروسية منتشرة انتشاراً واسعاً في حين أنّ المسرح الروسيّ، قلما، يترجم؟ فلا يعرض على المسرح، باستثناء كوميديا المفتش ” (1836) لغوغول (1809 -1852).

والكتاب الروس الذين عرفوا لدينا كشعراء أو كروائيين هم بالوقت ذاته كتبوا للمسرح باسثناء، دوستويفسكي( 1821 – 1881 ) الذي لم يكتب مسرحيات، إلا أنّ رواياته مشبعة بالحوار وبروح المسرح، ولذلك كان من السهل على المخرجين عرضها على المسرح واقتباسها للسينما فرواية الجريمة والعقاب ” (1866) عرضت على المسرح وأخرجت على شكل فيلم سينمائي ,كذلك رواية الأخوة كارامازوف ” (1880)، ورواية الأبله ” (1868) وقصة الوديعة ورواية المقامر ” (1866).

الكسندر بوشكين (1799 – 1837) معروف لدينا كشاعر إلا أنه كتب المسرحية، وكذلك ميخائيل ليرمنتوف (1814 – 1841 ) وجاء بعدهما، نيكولاي غوغول (1809-1852) كتب القصة والمسرحية، وتشيخوف (1860-1904)كتب القصة القصيرة والمسرحية، وعلى حد قوله كتب في معظم الأجناس الأدبيّة ,وترجمت بعض مسرحياته إلى اللغة العربيّة , مثل مسرحية الشقيقات الثلاث ” , ومسرحية الخال فانيا ” , والنورس “.

ولعل السبب في عدم معرفة المسرح الروسيّ لدينا يعود إلى صعوبة ترجمة هذا المسرح من ناحية, ولأنّ الحركة المسرحيّة , ما زالت لدينا في مرحلة النمو , من ناحية أخرى , ولأنّ الهدف من المسرحية هو عرضها على خشبة المسرح , أكثر مما هو قراءتها , وهذا أمر يحتاج إلى جهود أكبر من الجهود التي تتطلبها القراءة , مثل قراءة رواية معينة.

أما بالنسبة لصعوبة ترجمة المسرح، هذا الأمر صحيح لأنّ ترجمة الأجناس الأدبية كلها صعبة، ولكنها تتفاوت في الصعوبة، فترجمة الرواية , باعتقادي أسهل من ترجمة المسرح , وترجمة المسرح بدورها أسهل من ترجمة الشعر.

وما دمنا نتحدث عن ترجمة المسرح الغربيّ أو بالتحديد الروسيّ إلى اللغة العربية، فيتبادر إلينا السؤال: هل مسرحنا العربي يترجم إلى اللغات الأخرى ؟ إلى أية لغة كانت، وحتى إلى لغات جيراننا مثلاً إلى اللغة التركية أو الفارسية، لم أسمع أنّ المسرحيات العربية أصبحت عالمية، ولن تكون عالمية إلا إذا ترجمت. ولدينا مسرحيات تحتاج إلى الدراسة والترجمة مثل مسرح توفيق الحكيم ومسرح أحمد شوقي الشعريّ، ومسرح الدكتور علي عقلة عرسان, رئيس اتحاد الكتاب العرب السابق، وميخائيل نعيمة (1889-1988) وغيرهم. وتقع مسؤولية دراسة وترجمة المسرح العربيّ على أكثر من مؤسسة مثل اتحاد الكتاب العرب، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المعهد العالي للفنون المسرحية، مجلة الحياة المسرحية، وعلى عاتق الجهات الأجنبية المعنية بهذا الأمر.

فلن تكون هناك مثاقفة مادام الآخر يصدر ونحن نستورد، ولن يكون هناك تأثير متبادل، مادمنا نتلقى ولا نرسل، فلابد من التبادل الثقافي، وهنا المقصود لابد من ترجمة المسرح الغربيّ والأجنبيّ بوجه عام إلى اللغة العربية، ولابدّ من ترجمة المسرح العربيّ إلى اللغات الأجنبية. وعندما نتحدث عن اللغات الأجنبية نقصد في معظم الحالات الإنكليزية والفرنسية والألمانية أي بكلمة واحدة اللغات الأوروبية، ولكن ما علاقتنا بالمسرح الصيني مثلاً أو بالهندي ؟ ألا توجد لديهم حركة ؟ ماذا نعرف عن مسرحهم ؟ علماً بأنّ هذين الشعبين يشكلان ثلث سكان الكرة الأرضية، أيعقل أنّ القارئ العربي، وعدد سكان الوطن العربي يقارب ثلاثمئة مليون نسمة لا يعرف شيئاً عن المسرح في الصين والهند ؟ أنقول إن الاستعمار يقطع جسور التواصل مع الثقافة الآسيوية. هنا نحن مقصرون.

تساهم وزارة الثقافة والإرشاد القومي بدمشق، بنشر المسرح العالمي فكلفت صياح الجهيم بترجمة مسرحيات تولستوي كاملة عن اللغة الفرنسية، وصدرت هذه المسرحيات بدمشق في عام (1989) وهي عشر مسرحيات صدرت بمجلدين ضمن الأعمال الكاملة لتولستوي، وهما المجلدان الرابع عشر الجزآن الأول والثاني، وأذكر من هذه المسرحيات :

كوميديا العدمي كتبها تولستوي في عام (1863)، ومسرحية أسرة موبوءة صدرت في العام ذاته، ومسرحية المقطّر الأول” (1883)، وفي العام ذاته نشر مسرحية الاقطاعي الذي افتقر وكوميديا ثمار الحضارة صدرت عام (1889).

كما تصدر وزارة الثقافة سلسلة مسرحيات عالمية، وفي العدد الثاني من هذه السلسلة صدرت مسرحية كتبها فيكتور روزف بعنوان حالة حرجة وترجمها ضيف الله مراد بدمشق في عام (1884)، كما صدرت بترجمة ضيف الله مراد في العدد 14 من السلسلة المذكورة كوميديا الابن الأكبرفي عام (1986)، لمؤلفها الكسندر فابيلوف، وهو كاتب روسي معاصر ( 1937 – 1972 ) من أهم أعماله المسرحية صيد البط ” (1970)، ودعايات ريفية ” (1971)، وأصدرت الوزارة بترجمة ضيف الله مراد مسرحية لفيكتور روزوف بعنوان أربع قطرات، صدرت في عام (1981).

وأصدرت وزارة الثقافة مسرحية للكاتب المسرحي الروسي المعاصر الكسي اربوزف في عام (1968) بعنوان انشودة لينينغراد ترجمة محمد حديد ومراجعة ميشيل كيلو، وللكاتب نفسه أصدرت الوزارة مسرحية بعنوان حدث في أركوتسك في عام (1974) بترجمة كمال عطية.

وأصدرت الوزارة في عام (1966) ملهاة البقة لمؤلفها فلاديمير مايا كوفسكي

(1893 – 1930 ) وكتبها الشاعر الروسي في العام الأخير قبل وفاته أي في عام (1929)، وصدرت بترجمة عماد حاتم من اللغة الروسية مباشرة.

وكنت آمل لو أنّ وزارة الثقافة تترجم الأدب الروسي بوجه عام والمسرح بوجه خاص من اللغة الروسية مباشرة، فهي حتى الآن لا تعتمد هذه القاعدة، وتقوم بترجمة الأدب المذكور عن لغة وسيطة، وهي على الأغلب الفرنسية، وصحيح أنّ كلاً من الدكتور سامي الدروبي وصياح الجهيم أبدعا في ترجمتها، ومع هذا فالقاعدة تقول إن الترجمة الأقرب إلى الأمانة هي الترجمة التي تتم عن الأصل مباشرةً، وعلى أي حال فلقد قامت وزارة الثقافة مشكورة بعمل كبير في مجال الترجمة.

الخاتمة :

ونخلص إلى القول إنّ الصعوبات الأساسية التي تعترض ترجمة المسرح هي المفرادت وتركيب الجمل التي يعبّر بها أبطال المسرحية عن أفكارهم وعواطفهم، لأننا في القصة وحتى في القصيدة نقرأ لغة سليمة كتبها مؤلف يراعي القواعد النحوية، أما في المسرحية مع أنها كتبت بقلم كاتب إلا أنّ هذا الكاتب يكبت ما يقوله شخص معين في مسرحية معينة، فإذا كان بطل المسرحية فلاحاً أو رجلاً أمياً أو مواطناً من منطقة معينة فإنه يستخدم المفردات التي عادةً يستخدمها ابن مهنة وابن منطقة معينة, وهذه المفردات التي قد لا يعرفها في بعض الأحيان المترجم، لأنه تعلم في الجامعة اللغة السليمة ولم يتعلم اللهجات والمفردات التي قد لا يعرفها أبناء اللغة نفسها، وقد لا يجد هذه المفردات في أضخم القواميس، ولكننا هنا نقع في الافتراض، ولن نصل إلى الأمانة في الترجمة, وقد نقع في الخطأ . ومع وجود صعوبات كبيرة ,إلا أنّ المسرح الروسيّ عريق وهام, ويستحق بذل الجهود الكبيرة من أجل تذليل الصعوبات، وكدليل على أهمية المسرح الروسيّ أذكر أنّ من بين القرارات الأولى التي اتخذتها ثورة أكتوبر الاشتراكية في عام

(1917) تأمين الحراسة والرقابة للمسارح، لتأثيرها على قطاع كبير من الشعب، ولا بد من تكاتف جهود قطاعات ثقافية متعددة من أجل الوصول إلى الهدف المطلوب.

المصادر والمراجع والحواشي :

1)- د. سعيد علوش , مكونات الأدب المقارن في الوطن العربيّ , الدار البيضاء ,1987 , ص.(255)

2)- الجاحظ , كتاب الحيوان , الجزء الأول, القاهرة , الطبعة الثانية , تحقيق وشرح عبد السلام هارون , ص76

3)- ميخائيل نعيمة , الأعمال الكاملة , الغربال , شكسبير خليل مطران , بيروت , دار العلم للملايين , 1979, ص 490

4)- الجاحظ , كتاب الحيوان، الجزء الأول, ط. الثانية , القاهرة , تحقيق. عبد السلام هارون , ص75

5)- د. أيمن أبو الشعر , الشعر السوفييتيّ الروسيّ , دمشق , 1986, ص. (15)

6 – المصدر السابق , ص 3

7)- المصدر السابق , ص 466

8)- د. مكارم الغمري , مؤثرات عربيّة وإسلاميّة في الأدب الروسيّ , عالم المعرفة , الكويت , العدد155, 1991, ص153

9)- د. ممدوح أبوالوي , بوشكين , مجلة المعرفة , دمشق , 2002 , العدد470ص191

10)-بوشكين , الغجر , قصيدة , إلى تشادايف , بيروت , دار ابن خلدون , 1982 ترجمة : رفعت سلام , ص 48

11) – مختارات من الشعر الروسيّ , ترجمة د. ماجد علاء الدين , دمشق , دار طلاس , تقديم : العماد أول مصطفى طلاس , 1984 , ص 52- 53

12)- د. نوفل نيوف ,الشعر وا لترجمة ,مجلة المعرفة العد365 ,شباط, 1994 ,ص 138

13)- هوراس , فن الشعر ,ترجمة لويس عوض , القاهرة , الهيئة المصريّة العامة للكتاب , الطبعة الثالثة , 1988ص188