بطاقة عيد إلى يافا
كلّما تصحو مع الطلِّ الورودْ
كلّما يغفو الأصيلُ على الحدودْ
ترجعُ الذكرى بطيفٍ عن بلاديْ
مثلَ بحارٍ ترافقَ والشراعْ
وهلالٍ وشعاعْ
وقصيدٍ ويراعْ
هائمانِ مع الرؤى كالأفقِ يرتادُ البوادي
هكذا طيفُ بلادي وفؤادي
أيَّها الدربُ الذي أضناهُ
صوتُ النايِ واللحنِ الحزينْ
وجموعُ اللاجئينْ
ودعاءُ النازحينْ
ورجاءُ الوافدينْ
آهِ لن يأتي مع المطرِ انتصارْ
أثلجَ العمرُ وما زلنا نُغني للقطارْ
في محطاتِ الصقيعْ
فلنقفْ رتلاً على دربِ القطارْ
ممسكينَ زنودَنا عزماً على
الجرحِ الوجيعْ
ولندَعْ أقدامَنا تخطو حديداً
فوقَ أضلاعِ الحديدْ
عندها يمشي القطارْ
قبل أن نغدو تماثيلَ انتظارْ
في غدٍ سوفَ نعودْ
في غدٍ سوفَ
في غدٍ سَ
فلتمُتْ سوفَ وسينْ
شابَ يا أرضُ الزمانْ
وَفودُ آلهةِ الوجودْ
راقصَ الطاعونُ نورَ الفجرِ لمّا
أسكرَ السلطانُ شمسي بالوعودْ
لا تشبُ النارُ في العودِ الرطيبْ
جفِّفوا اللينَ بنبضٍ من شرارْ
ثورتي ليست شعارْ
فليُمزق وعيُنا هذا الستارْ
نحنُ مثل الناسِ في كل المَعالمْ
يكفي إذا شئنا انتصاراً
أن نعي من أين أو كيف نقاوِمْ
أن نسيرَ العمرَ أبطالاً
إلى غايٍ
ولكنْ ليسَ من أجلِ البطولةِ لا نسالمْ
لم يعُد للآلهاتِ اليومَ أسيافٌ
وجندٌ لا تُرى
جهلُنا سيفٌ جلتْهُ رغابُ سادةْ
علَّمونا نختبي بالوهمِ في جوفِ الحصانْ
صوّروا بيسانَ طروادةْ
حينَ مُزقنا بجوفِ المهرِ
أُلصقنا بجدرانِ البلاهةِ أنبياءْ
سطَّروا من خضبِنا مجدَ الملاحمْ
لوّنوا للمجدِ أصفادَهْ
يا رفاقي
بيننا والنصر خيطٌ من شعاعْ
خطونا في البدء من جوفِ الجماجمْ
ثم نمضي لا نساومْ
مثلما يفلق قلب الصخر عاملْ
مثلما الفلاحُ رغم الرعدِ والإعصارْ
يزرعُ الدنيا مشاتلْ
بالهديرِ كأنّه التنينُ في صدرِ المعاملْ
كي يطلَّ الفجرُ بسّامَ السنابلْ
سنقاتلْ …سنقاتلْ …سنقاتلْ
…