انطباعات في ذاكرة الوطن
في مرآةِ القهرِ
يبهتُ لونُ الفجرْ
حدباءً تبدو النفسْ
وغضونٌ مُرعبةٌ ترتسمُ بوجهِ الشمسْ
جُثثٌ تُرمى فوقَ رؤوسِ المدعوينْ
جسدٌ عارٍ يجري خلفَ رداءْ
وصراخٌ يبترُ أوتارَ الصوتِ بصمتْ
لا يدركُ حتى الهمس
نخبُ تهانٍ يُقرعُ في المأتمْ
ودمٌ يقطرُ من إكليلِ العرسْ
وطني حقلُ تجاربْ
تطهو فيه البومُ إشاعاتٍ
تندسُّ بقلبِ شعارْ
والمقهى قِدرُ حكاياتٍ وملاعِقُها الألسنُ
ما بينَ النردِ وورقِ اللعبِ تُدارْ
وتُقدَّمُ عند المغربِ مائدةَ الإفطارْ
ألواناً أطباقَ الأخبارْ
وطني رأسٌ فيه دوارْ
طبلٌ أشباحٌ مزمارْ
ودُمى ونشوقٌ وجرارْ
ترقصُ نشوى وسْطَ الزارْ
يا حصنَ الوهمِ الممتدِّ على خارطةِ
الوطنِ العربيِّ متى تنهارْ
ومتى يحترقُ الجنيُّ المزروعُ
برعبِ الأطفالْ
لتبرعِمَ أزهارُ الآمالْ
العالم إشراقٌ وجمالْ
الأرضُ لنا
والبدرُ لنا
والكونُ لنا
إن كنتم أنتم يا أطفالْ
مزَّقتم صدرَ الغولِ ولونَ الوهمِ
خرافةَ هاتيكَ الأجيالْ
وزرعتمْ بالوردِ وبالأرقامِ خيالْ
كان البطلُ بغيرِ سلاحْ
زرعَ أصابعَ كفَّيهِ بصخرِ الليلْ
فجاءّ صباحْ
لكنَّ سلاحاً في كفِ الأشباحْ
تسرقُهُ يومَ النزفِ رياحْ
ونعودُ لحشدِ صياحْ
لن يأتي منه صباحْ
فمتى نكسرُ طبلَ الوالي
بوقَ الكلماتِ الجوفاءْ
ومتى نمضي كالألحانْ
زندُ الفتيانِ بزندِ صبايا
ننسج مثل النحل خلايا
ننحت من عسلٍ تمثالْ
للعزم بهِ رمز الأبطالْ
آهٍ من ظلِّ الأشباحِ وغربانٍ
تلبسُ ريشَ نسورْ
آهٍ من بطلٍ مشهورْ
حدثنا عن طيرِ الرخِّ وكيفَ
بطعنةِ سيفٍ قتلهْ
لما انزاحَ ستارُ المسرحِ للجمهورْ
كان البطلُ صريعاً والعصفورْ
يتنقلُ في خُيلاء فوقَ
السيفِ المكسورْ
كم حدَّثنا عيسى بنُ هشامْ
عن مأوى للأيتامْ
عن قُداسٍ وتوابيتْ
تمرُّ بدربِ الشامْ
فلنقتلْ ابنُ هشامْ
كلُّ الأطفالِ بساحاتِ الزمنِ تُنادي
ترتجفُ اللثغةُ في الشفتينِ
تصيرُ فراشاً
وعصافيرَ تغني فوقَ بلادي
كلُّ الأطفالِ بساحاتِ الزمنِ تسيرُ
تظاهرةً تهتفُ ضدَّ الليلِ وصنّاع الآلامْ
تحملُ لافتةً ووسامْ
كُتبتْ بالدمعِ وبالأحلامْ
نريدُ العالمَ زنبقةً تتهادى
في عطرِ الأيامْ
ووسامُ الأطفالِ تعلَّقَ في صدرِ حمامْ
كتبوا بالنورِ عليهْ
من سيفِ العدلِ الأمميِّ
يجيءُ سلامْ