الرجفة الحمراء
عذِّبوني
واشنقوا صوتي بخيطٍ من شعاعْ
فهو طفلٌ يرضعُ
من حليبِ الجوعِ من ثديِ العذابْ
يُخصبُ العزمُ الحديديُّ إن طالَ الرضاعْ
والعيونُ اليومَ من شمسِ الغيابْ
تحتسي نورَ الشرابْ
وهي في القبرِ تمورْ
كي يطلَّ الصبحُ من جفنِ الترابْ
لم يمتْ دربي وإنْ في اللحدِ صارْ
قادةُ النورِ وأحداقُ النسورْ
إنهم ذكرى على صدرِ الطريقْ
يُشعلونَ العزمَ من تحتِ القبورْ
واستمروا لا تهزُّ الريحُ أكتافّ القلاعْ
فالصمودُ الحقُّ في الأبطالِ يبدو
عندما يزدادُ ليلٌ موجِعُ
الشفيعُ الحرُّ جثمانٌ تدلى كالشعارْ
شبَّ من وهجِ التماعْ
وهو رغمَ الشنقِ عالٍ فوقهم لا يركعُ
علَّمتني ملحماتُ البذلِ في السودانِ
ما تحكي شرايينُ الشهيدِ الحرِّ
في أذنِ الرمالْ
علَّمتني ما تخطُّ الرجفةُ الحمراءُ
في صدرِ الوداعْ
حين لا تُجدي الحروفُ وتنفعُ
عيشيَ الموهومُ شيءٌ رائعٌ
لكنَّ موتي صامداً في معقلِ العُمالِ
شيءٌ أروعُ