طرقَ الليلُ على بابي عند السَحَر… قبل أن أنام… ففرحت آملا أنه جاء بصحبةِ الخيّام… فتحت الباب فهالني أنه كان مرهقا شاحبا هزيلا كثوب من سُخام…ما بك يا ليل يا موئلَ العشاقِ والسَهارى والمبدعين السكارى. أطرقَ مَليَا ثم قال: ملني السهر… كنت حضنا للسمر كنت عينا للغرام…كنت أذنا للوتر وأحاديث النَدامى… واليوم لا أسمع إلا عويلَ الثكالى وأنينَ اليتامى… ولا أرى إلا عيونا من شرر وعداءٍ وخصامْ…قد نأى عني بعيداً هاجرا حلوُ الكلامْ… فاسهر مكاني يا صديقي الإنسان ودعني لو قليلا كي أنام…