يوميات عاشق
الأحد
كنتُ أبيعُ الحُبَّ إليهم بالمَجانْ
كنتُ أُغنّي للسَجّانْ
كنتُ أظنُّ بأنَّ القلبَ المُعتمَ لم يحضُنْهُ النور
..كنتُ النور
الأثنين
اليعسوبُ الأحمقُ ماتْ
ذكَرُ النحلةِ يُقتلُ حينَ يبيعُ الحبَّ الصادِقْ
يبكي الشمعُ فيضحكُ فوقَ جدارِ الليلِ ظلامْ
أتُرى يبكي ألمَ النار؟
أتُرى يبكي بُعدَ العسلِ الصافي؟
الثلاثاء
إن كنتَ أديباً أو فنّانْ
فازرعْ لغماً فوقَ الظَهر
أو ركِّبْ في الكتفينِ سِنانْ
فالمفهومُ الشائعُ في الأوطانْ
أن تصعدَ ظهرَ الخِلانْ
الأربعاء
كانَ الوردُ الأبيضُ نور
كم كنتُ أحبُّ النور
وأتيتُ أقبِّلُ خدَّ الوردِ الأبيضْ
شَفَتي نامَتْ تحتَ العِطر
أغمضتُ الجَفنَ وغِبتُ ثوان
أحسَستُ بوخزةِ غَدرْ
فصعقتُ أفقتُ نظرتُ دُهِشتْ
صارَ الوردُ الأبيضُ أحمَر
وعلى شَفتي سالَ الدمْ
قلَّبتُ خدودَ الوردْ
فإذا الوردُ الغادرُ
قد كانَ مليئاً بالأسنانْ
الخميس
أزهارُ مدينتِنا حمراء
الجمعة
لم أحمِلْ في كفيّ فرشاةَ ثِياب
قطعوا كفيّ ..
ختموها ..
غرسوا قلَمي فيها كالدبوسْ
ولأنَّ لساني لم يقرَعْ في ذلٍّ كلَّ الأبواب
طردتهُ الحُجّاب
ولأنَّ الصمتَ لِساني
خافَ الوالي
أمَرَ الحُجّابَ بِقطعِ لِساني
نزَفَ الصمتُ الغاضِبْ
فضَحَ العُهر
كشَفَ الجاني فوقَ الحَرفْ
بلعَ لسانَ الحاجِبِ خَوفْ
أسرعَ والي البلدَة
كتبَ الوالي تحتَ اللثةْ
قُتِلَتْ خطأً هذي الجُثَّةْ
السبت
فوقَ السورِ المَسحور
فوقَ الجنسِ الماطرِ شَهوَةْ
كانت مرآةُ الأبطالْ
كلُّ الأفعالِ .. الآمال
قد كانَت تعكِسُها أقوال
وعقولٌ ترسمُ للأجيال
للدربِ نِضال
قد كانت جُمجُمةً جوفاء
وزئيرُ أسودٍ في المرآةِ ثُغاء
والأفراحُ بُكاء
فوقَ السورِ المسحور
فوقَ الجنسِ الماطرِ شَهوَة
عَزَفَ البدوُ الأحرار
موسيقى الجاز
غنَّوا للغيتار
لم تُعجِبني اللوحَة
فكتبتُ عبارةَ صِدق
الرقُّ الحرُّ الحرُّ الرِّقْ
هذا زمنٌ قتلَ الحَق
الأحد
ساقوني نحوَ الشَنق
….
يومَ الأحَدِ الماضي زارَ البلدةِ وَفدْ
كانوا يصطادونَ رؤوسَ الناس
جاؤوا من قلبِ الأدغال
قالَ الكاهِن
جِئنا كي نتعلَّمَ كيفَ يعيشُ الشعبُ الراقي
كيفَ تعيشُ الإنسانية
جِئنا حُبّاً بالمَدنيّة
يومَ الأحَدِ الآتي
هربَ الوفدُ الأسوَد
تركَ الوفدُ الزنجيُ عِبارة
أكلُ اللحمِ البَشريِّ حَضارة
على هامش اليوميات
.. ما بينَ الوهمِ وبينَ الواقِع
يَتَساوى الطرفُ الباسمُ
والطرفُ الدامِع
***********