أحاسيس آلة كاتبة
تك …تك… تك … تك
كم يؤلمني أني آلة
بطني مملوء بالضجر المقرف
بل أشعر أني مومس
إذ تلهو فيَّ أصابع جيل مفلس
ثجيي محقون بالحقد الأسود
كي ترضع منه الكلمات
ولأني أعمل يوميا عند السلطات
لا أكتب إلا الإعلانات
أو أرقاما وبيانات
حتى أحكام الإعدام
من يجلس خلفي فوق الكرسي
يضرب كل أصابع كفيه فخورا
يغرسها في جسمي
لا يرحم أنسي
من كان قديما خلفي فوق الكرسي
تحت رداء الليل يغازلني
يتفنن في لمسي
وأنا لا أدري أي مكان أي زمان عرسي
وبحكم وجودي بين حروف تكتب شيئا ما
قيمت الأحرف حسب عطاء الحرف
حرف الراء الغاضب كان أشما
ينظر دوما نحو الفجر
يتصدر معنى الرفض
ينمو في حضن الأرض
أحببت الراء
كان الراء يحب الحاء
ولهذا كان يفضل أن تأتي قبله
الحاء الحب
الراء الرفض
لكن القاف الحمقاء
تعطي دوما معنى القبض
سجنت حرف الحاء
ونفت حرف الراء
ضربت فوق جبيني شكل ال X
فبكى رقم كان رقيق الحس
كبر الجرح
ولد الجرح حروفا تشبه حرف الثاء
بين الثاء وبين الثاء إشارة طرح –
ث – ث= ث-ث= …!
أرملة الثورة تجهض طرح
…
لو أن جميع الأحرف تعشق مثلي
معنى الحاء ومعنى الراء
إذ ذاك يكون لقاء
آه كل حروفي كسلى
وأنا ثكلى
أبكي بعد الراء
أبكي سجن الحاء
تك…تك… تك… تك…
لكني ذات مساء
أحسست بلمس أنامل مثل الضوء
أحسست بأني أنثى تهوى
أحسست بأني أقطر شهوة
وأنا من تلك اللحظة حامل
قلبي حائر
إذ كانت إصبع ثائر
سكبت في جوفي فيض مشاعر
ولأن الحبر جنين يرسم حاء
يرسم راء
يتجرع خمر القهر
أعلم أن جنيني
يكبر يكبر يكبر
حتى يأتي الفجر
تك…تك…تك…تك