المجدُ للشعوبِ حينَ تُغدِقُ الدِما
تُعانقُ القبورَ حينَ تُفرَضُ المساومَةْ
المجدُ للبيارقِ التي
تعلِّمُ النسورَ كيفَ تُعشَقُ السما
المجدُ للرجالِ حينما
تُزيِّنُ الجراحُ صدرَهمْ
فيهتفونَ: أوسمةْ
المجدُ للفيتنامِ معهداً وثورةً مُعلِّمةْ
تَشوَّقَ الخلودُ للقصيدْ
فأسمَعَتهُ مَلحَمةْ
الآنَ تُزهِرُ الخرائبُ، الدمارُ يَنفُضُ
الغبارَ يُعشِبُ النهارُ
يَجدلُ البريقَ في العيونِ
والشرارَ في الزنودِ غارَ جبهةِ
النضالِ يُصبِحُ المحالُ ذاكرةْ
فترسمُ القذائفَ الحرائقَ البنادقَ
المشانقَ المنازلَ المُدمَّرةْ
لكنّها تغيبُ كلُّها كومضةٍ لخاطِرةْ
وتشمخُ المدائنُ المحرَّرةْ
الآنَ تومِضُ المرافئُ الرمالُ مِنهدَةْ
وتخرجُ الأمواجُ مِن بحارِها
تشيلُ نهدَها صبيةً مُمدَّدةْ
على الرمالِ مُسعَدةْ
الآنَ كلُّ زهرٍ عاشقٌ
يضمًّهُ العبيرُ والندى
الآنَ زرقةُ السماءِ موسمٌ
ومنجلُ الحصادِ نصلُهُ المدى
المجدُ للفيتنام ِمعهداً وثورةً مُعلِّمةْ
يُنكِّسُ “اليانكيُ” راياتِ السنين المُجرمةْ
طيرٌ يبولُ عابراً فوقَ الجباهِ الآثمةْ
لكنَّها تمضي وتحني رأسَها مدحورةً
خزياً وعاراً مُرغَمةْ
الآنَ يا أرضي تُعلِّمنا فصولُ المَلحمَةْ
إسقاطَ كلِّ مُساومَةْ
الآنَ يدري الليلُ أنَّ ظلامَهُ يغدو سدى
أمامَ شمعةِ المقاومَةْ