لغة من الرعشات

بقلم: أيمن أبو الشعر

هَلْ تُدْرِكينَ الآَن سِـَّر جمَاِلـنا

ولَّتْ سِنينُ العُمْرِ أسْرَعَ مِنْ سَـنا

وَالحُـبُّ ظَلَّ الحُبُّ وَجْـهَ حَنينِنا

طِفْلاً شَـهيَّ الوَثْبِ في أحْداقِـنا

أنا لاأراكِ كَـبُـرت بَعْدُ لأنَّنا

بِالعِشْقِ أوْقَفْنا الزَّمانَ

هُناكَ يَومَ لِقائِنا

خَفَرُ الْكُهولَةِ وَالطُفولَةِ واحِدٌ

وَتَوَرُّدُ الخَدَّين مِرآةُ الحَرائِقِ في

ولوعِ دِمائِنا

أَحْلى مَليكاتِ الجَمالِ وصيفَةٌ

لِـحَبيبَتي

وَقَميصُ نَوْمٍ كالِـحٍ قَدْ نُسِّلَتْ أكْمامُهُ

بُسـتانُـنا

كَمْ قَدْ قَطَفْتُ بِـجُرْدِهِ رُمَّانَـةً

كَمْ قَدْ سَـقَـتْ أوْرادَهُ قبُلاتُـنا

وَلَكَمْ تَلاصَقَ بِالغِلالِ فَشَدَّني

أُحْصي الـمَواسِمَ بَيْدَراً أو سَوْسَنا

نَرْنو لِـمائِدَةِ العَشاءِ كَطائِرَيْنِ نُوَزِعُ

اللُقُماتِ بَينَ صِغارِنا

نَتَسارَقُ النَّظَراتِ جِسْرُ بَريقِها بِعُيونِنا

بَسَّـامَـةٌ في لُغْـزِها ذِكْرى لَـنا

فَتُـلِحُّ في تَسْآلِـها أطْفالُنا

مـاذا بِـنا …؟

فَـنَشُدُّ غُصْنا مِنْ شُجَيراتِ الرُؤى

وَنَقولُ تِلْكَ حِكايَةٌ مَرَّتْ بِـنا

يحَكي بِنا التَّذْكارُ مانحَكي بِـهِ

وَنُعـيدُهُ فَيُعـيدُنا

وَنَـبُثُّـهُ أسْـرارَنا فَيَصونُـها لُغَةً

مِنَ الرَّعَشاتِ تَسْري بَينَنا

أيامَ حاوَرْنا النَّدى بِقُطوفِهِ

في حُضْنِ أُغْنيَةٍ بِـبَيْتِ صَديقِـنا

نَعْني بِبَعْضِ تَثاؤُبٍ أشْيـاءَنـا

فَيَـُرنُّ غَمَّـازاً وَنَفْهَمُ ما عَنى

هَلْ تُدْرِكينَ الآنَ سِـرَّ جمَالِـنا

لأَكادُ أُومِنُ أنَّ رب الكون ما خَلَقَ الدُنى

الاّ لِكَي أَلْقاكِ فيها رَمْزَ عِشْقٍ آدَماً

وَأنْتِ ميلادُ التَألُّقِ تَزْدَهينَ خُصوبَةً

حَوّاءَنـا

ماكانَ قَوْساً وَهْوَ يَشْرُدُ في السَّما

قُزَحُ الشُعاعِ وَمُذْ رآنا

نَـحْوَ شُرْفَـتِنا انحنى

البَحْرُ مارَقَصَتْ مَلاعِبُ مَوْجِـهِ

إلاّ لَنـا

وَالْفَجْرُ ما انْعَقَدَتْ شَريطَةُ شَعْرِهِ

إلاّ بِنــا

وإذا دَنـا … مِناّ دَنـا

مَلَكُ الرَّحيلِ لَرامَنا

مُتَعانِقَينِ كَأنَّـنا

لـمّا نَزَلْ مُتألِّقينِ تَلاحمُاً

بِالوَصْلِ يَومَ زَفافِنا

وَعلى جَدارِ الوَقْتِ تَرْقُصُ

في الـمَساءِ ظِلالُنــا

وَسَيَبْدأُ السُّكْرَ الجَميلَ أوانَ

يَرْشُـفُ روحَنــا

خَـمْراً : هِيَ الأنْتِ التي

.. كأْسٌ لها دوما أنـا