ناول شقيقك ياعمر

حَجَرٌ يسابِقُهُ حَجَرْ
دقَّتْ صنوجُ المَعبَدِ العشقيِّ
وانشقَّ القَمَرْ
ناوِلْ شقيقَكَ ياعُمَرْ
يا أيَّها الطفلُ الذي مِقلاعُهُ
ساطَ المُحالَ
وشجَّ بالحَجَرِ القدَرْ
عريّتَ غيمَ الزيفِ عن وهْمِ المَطرْ
وغَزَلتَ برقَ الأُغنياتْ
قماطَ حُلمٍ مُنتَظرْ
يا أيَّها الطفلُ الذي ابتَكَرَ الألوهَةَ
نافِخاً بحصاهُ ذاكرةَ الدِماءِ
تَوجَّعتْ.. أَنطقْتَها في المشهدِ الطقسيِّ
حينَ تحجَّرَ الإنسانْ
أَنسَنْتَ الحَجَرْ

ناوِلْ شقيقَكَ ياعُمرْ
أعلنتَ ميلادَ التقاويمِ التي
مِزمانُها عددُ القذائفِ
حينَ جَدْوَلْتَ الشَذى
كي يستقيلَ الوقتُ
مِنْ زمنِ اليُبوسَةِ والقَذى
خلِّ الزواحفَ والحراشِفَ والسلاحِفَ
للقبائلِ تزدهي بشحومِها يومَ
المحافلِ .. كلَّما سُفِكتْ دِماكَ
تبهرجَتْ وتَمهْرَجَتْ عضلاتُها
وتَمسْرَحَتْ بطبولِ حَربْ
ولكَ النَوازِفُ والرَواعِفُ كلُّها
نهشوكَ .. كم نبَحتْ قلوبُ
الواعدينَ بكلِّ بَرٍّ أفردوكَ..
تُراهُ ينبحُ ياحبيبَ القلبِ قلبْ
وتُحِبُّكَ الصحفُ البهيَّةُ مُبْهِجاً
بِصياغَةِ الخبرِ المثيرِ بأحرفٍ
كوفيَّةٍ قُرْبَ الدعاياتِ الشهيَّةِ
تحتَ إعلانٍ عنِ الشققِ الوثيرَةِ
والبنوكِ وموعدِ الإفطارِ ، زاويةِ التهاني
بالقِرانِ وبالخِتانِ وبالرُتَبْ
ويُحِبُكَ النعناعُ واللماعُ والجعجاعُ
من أبناءِ خيبرَ مثلما يهوونَ
فَرّوجاً مع اللبن المُتَوَّمِ
بُلْ على كلِّ الهراقِلِ والدهاقِلِ
والنباحِ المُستَحَبْ
يأتونَ في الأنباءِ في الأجواءِ
في النبعِ المُخضَّبِ نابحينَ مآلَهُمْ
ليساوِموكَ على المَصَبْ
لا تُفلِتِ الأحجارَ حتى إنْ أتوكَ
مِنَ البِحارِ تفحَّصِ الأمواجَ
واستجلي هُيولاتِ المَحارِ
تقولُ لم تنبحْ كلابُ البحرِ
أقسِمُ بالصواري أنَّ كلبَ البحرِ كلبْ

كفّانِ تمتدانِ نحوَ الطفلِ وهْوَ تَوهُجٌ
كفٌ عروقٌ الأرضِ من بَصماتِها
تحنو.. وكفٌ بضةٌ تَبَّتْ وتَبْ
مَنْ يدَّعي شجراً بِفأسْ
مَنْ يَدَّعي عُرساً بِرَمسْ
مَنْ يَدَّعي عشاً عصافيراً
بأجنحةِ الأواكسْ

يا أيَّها الطفلُ الذي قَطَعَ الخلاصَ
وحبلَ سُرتِهِ حَجَرْ
في الدمِّ تختَصِرُ الأبوةُ مُدَّعيها
بِكُريَّةٍ حمراءَ ذاكرةُ الصُوَرْ
فأبوكَ مَنْ أدّى ديونَ البُرتقالِ
إلى الجذورِ تحاضَنَتْ
خثراتُهُ والرملَ نُطفةَ
أن تكونَ .. تنفسَتْ رِئتاهُ
معشوقَ الغُبارِ وآهةً
قد اودَعتْ تنهيدَها
وَجَعَ التُرابِ
فَحَتَّ صخرَ العُمقِ حتَّ
فكنتَ أنتَ رآكَ في أحشائِها
ناداكَ نزفاً واحتَضَرْ:
أدِّ الأمانةَ ياعُمَرْ
خَزِّنْ حجارَتكَ النبيَّةَ للمدارِ
فأنتَ خاتمةُ الصلاةِ
وأنتَ فاتِحةُ السُوَرْ
ناوِلْ شقيقكَ ياعُمرْ
الآنَ أدركُ أنَّ قرصَ الشمسِ
قد أمسى على مَرمى حَجَرْ
***********

ناول شقيقك ياعمر