التل
“مُلحنة ومُغناة”
انتباهْ انتباهْ
سقط الشاهُ ولم تسقطْ راياتُ الشاهْ
كبرَ الجرحُ اغتيلَ الصُبحُ
امتدتْ في الحاراتِ دماهْ
انتباهْ انتباهْ
احتلَّ الليلُ منارَ الدربْ
انتعشَ الويلُ بنبضِ القلبِ
امتدَّ الحزنُ مَرايا
انهمرَ المزنُ شظايا
حتى أحلامُ الأطفال
اقتيدتْ باسمِ الأمنِ سبايا
طارَ العصفورُ الغِريدُ عنِ الأفواهْ
انتباهْ انتباهْ
ليلٌ أهْ
جرحٌ أهْ
ذبحٌ أهْ
تلٌ آهْ
صارتْ كلُّ حروفِ العالمِ أهْ
انتباهْ انتباهْ
أمي تعجِنُ خبزَ الليلةِ بالأوباءْ
أمي تعجِنْ
صبَّتْ فوقَ دقيقِ العجنةِ كأسَ دِماءْ
أمي تعجِنْ
قُربَ الحلةِ كانتْ ساقْ
قُربَ الساقِ بقايا من لحمِ الأثداءْ
أمي تضحكُ تبصقُ تبكي
ترفعُ في الكفينِ ذراعاً تلتفُّ عليها الأمعاءْ
أمي أنَّتْ أمي جنَّتْ
صارت تشدو وهيَ تحاولُ تجميعَ الأشلاءْ
هذا ما أبقاهُ الوطنُ الرائعُ عندي من أبناءْ
زندُكَ أحمدْ
هذي رعدٌ
ذلك ثديُكِ يا علياءْ
أمي تعجِنُ خبزَ الليلةِ بالأوباءْ
أمي تعجِنْ
وصلَ الصوتُ لأذنِ الشاهْ
فلتختمْ بالشمعِ شفاهْ
انتباهْ انتباهْ انتباهْ
أمي تصحو بعدَ النزفِ تجوبُ الحاراتِ الأكواخَ
توزِعُ لحمَ أشقائي
ممهورٌ بنصالِ الغدرِ بختمِ أحبائي
كلبٌ يجري يحملُ في الفكينِ ذراعَ شقيقي الأصغرِ أحمدْ
هرٌ أسودْ
يمضغُ غضروفاً في العنقِ المذبوحِ المُبعَدْ
حتى أرصفةِ الشارعِ تشهدْ
ذاكَ جلالُ الموتِ تجلَّدْ
باسمِ الحبِّ يغورُ النصلُ بِعنقٍ يُجلّدْ
أنت الوطنُ الجاحِدُ فاشهدْ
يكفي المجدَ بأنَّ الطفلَ القادِمَ من دميَ المقرورِ تعمَّدْ
يا شريانَ القهرِ تدفَقْ
هل يخشى المسحوقُ ستُسحقْ
يا طاغوتَ القهرِ تشدَّقْ
مزِّقْ لحمي وابشرْ عظميْ
واشربْ من أنّاتِ الجرحِ وحزَّ نداهْ
فغدا يعلو في الساحاتِ صداهْ
طُعنَ المجدُ بتلِّ المجدِ ولم تسجُدْ للذلِ جِباهْ
ماتَ الفجرُ الأحمرُ غِيلةْ
سُجيَ في تابوتٍ مِن عظمِ الشغيلَةْ
يا جيرانَ النكبةِ يا إنسانَ العصرِ الحجري
هيا اقتربوا نحوَ ثريدِ اللحمِ البَشري
إنّي أدعوكُمْ لِعشاءْ
والخمرُ الأشهى كأسُ دماءْ
أمي تعجِنُ خبزَ الليلةِ بالأوباءْ
مأدبةٌ يا تلَّ الزعترْ
يفرشُها بالنارِ العسكرْ
هيا اقتربوا
أشداقُ الأضيافِ تُزاحِمْ
لحماً عظماً… أنيابُ الأحبابِ قواضمْ
وصحونُ المائدةِ جماجِمْ
هذا ولدي أكلوا عندَ الفجرِ نِخاعَهْ
وتباكوا في حلقِ إذاعَةْ
هيا اقتربوا
يا طاغوتَ الغدرِ تذكَّرْ
ولدي رمزٌ لن يتبخرْ
آلافٌ في الأحدِ الأحمرْ
يا طاغوتَ الغدرِ تذكَّرْ
ماذا حلَّ بحكمِ القيصرْ
كان اللهُ بقلبِ الشعبْ
وكان الشعبُ بقلبِ اللهْ
انتباهْ انتباهْ